كأس واحدة ....بقلم حسن العداي / العراق
كأس واحدة
سقطتْ أربعُ دمعات
في آنٍ واحد
ملأنا بها كأساً واحدة
تركناها جانبا
في الحقيقة هي كل ما نملك
دمعتان مني
دمعتان منها
استحالتْ شيئاً آخر
وبدل من أن نكتبَ عن ما لم ننلْه
في سجلّ الهواء
وجدنا أن ما يربطنا معاً
ليس حُبّاً
هو في العمق والغور والآصرة
أسمى ممّا هو حُبّ
قبلَ أن نفترق
على نغمِ تباطئ الأنفاس
شيئا فشيئا
فغامت الظلال
وتعقّدت تشابكاً مخارج الأصوات
واسْتسلمَ متمدّداً جسدي المرهق
على سرير لم ننمْ عليه متلاصقين
جنباً الى جنب
منذ فترات ليست بالقصيرة
كان من نتائج حكاية ارث تافهة
أينَ يدكِ اليسرى ..؟
دعيني اقبض عليها
تسند لي ما هو آيل
الى غفوة النسيان
لم نتركْ ما يسعد الأولاد
سوى هذه الكأس
كم حاولتُ أن ارتقي الأسباب
التي تجعل منّي على درايةٍ بملمسِ حقائقَ مرتضاة
ما تهيّأ لي سوى جناحٍ واحد
وعين واحدة
وسمائي نصف غيمة
ولو سألتكِ نفس السؤال المتكرر
ما بيننا
أنشعر بالملل منه كما تعوّدنا من جعله طقساً من درجة ثانية
أللحزن لون ما...؟
فقط الافراح وحدها مَنْ تمتلك الألوان
..الحزن أغنية شمس شهر آب
في قمّة نهار طويل
تحسّسنا ربما نموت مبكرا
دائما في منتصف المشوار
لا ملل في حديث الحزن
في مثل وضع كهذا
نحمّل اليقين بما لا يطاق
ففي اليقين رؤية
في الرؤية إطمئنان قلب
في إطمئنان القلب هالة من نبوءة
تكمن فيها رحمة سماويّة
الرحمة في اربع دمعات
سقطت في آن واحد
في كأس واحدة
كأس واحدة ....بقلم حسن العداي / العراق
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
10 يوليو
Rating:
ليست هناك تعليقات: