عداوة قديمة ...بقلم هيثم الأمين / تونس
كيف حالُك و أنتَ خارجك؟
تقتصد في خطواتك حتى لا يلتهمها الرّصيف بالكامل؛
مازلت تشتهي الوصول إليك بنصف حزن أو أقل؟ !!
تتشارك،
سيجارتك،
مع أصابعك القلقة و مع جدار قديم كان يحبّ ظلّك
و تشتغلُ حارسا للوقت عند ضجر امرأة كانت تشبه الحكاية
و في أيام العطل،
تحتسي الكثير من النبيذ،
ممزوجا بالنّسيان،
عند جذع امرأة تصنع الأسرّة و العبور الخفيف للغرباء!
و أنتَ
مازلت تبحثُ في جيوب الجاكيت
و في جيوب بنطالك
و في جيوب غربتك
عن بطاقة هويّتك ليعرفك الشّرطيّ السّكران و لتعرفك؟!!
كيف حالُك، الآن، و أنت خارجك؟!!
تصافح بيدك الباردة يدك الغريبة عنك،
تدعو ظلّك للجلوس، معك، في المقهى المصاب بالمهاجرين
و تضحكان من وجهيكما المتعبين
و من الكلبة – في طفولتك – التي لا تستنكر زنا المحارم
ثمّ تفترقان؛
أنت تذهب إلى صراخك الصّامت
و يذهب، ظلّك، إلى حتفه في العتمة!!
كيف حالك و أنت تغلق بابك، وراءك
و تدخُلُك بكلّ ما أوتيت من وحدتِكَ؟!!
تتلمّسُ طريقَكَ، فيك، بأصابع ورديّة ليست لك
و تحبسُ أصابعك في جيب عُتمتِكَ
حتّى لا توقظ الضّوء
فلا تبدو، أمامَكَ، عاريا من صبر ك!
تجلُسُ،
في آخركَ،
كفارس متقاعد،
على حصانك الخشبيّ
ثمّ
تُشهِرُ بكاءك في وجهكك
و تُقاتلُك حيثُما وَجَدتَكَ
لتنتصِرَ
فتُعيدَ مجدَ هزائمكَ،
هزائمُكَ
علف ممتاز لخيول ذاكرتك،
طلاء يناسبُ أظافر ضجرك
و جمهورك الغفير الذي يصفّق لقصائدك!!
كيف حالك
و أنتَ تُرابطُ فيك
لتكتشف غزو أعدائك لك
و لا أعداء،
هنا،
لك،
و منذُ عُمُرِكَ
غيركَ؟!!
عداوة قديمة ...بقلم هيثم الأمين / تونس
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
09 يوليو
Rating:
ليست هناك تعليقات: