هل أنت عيان عليّ؟! أحمد الحسن / سوريا

 هل أنت عيان عليّ؟!

هل أنت الرّائي لجنوني!

كيف أقطع المسافة بين قدمي وقدمك؟!

يا حادياً بين حجازي ويمَناه، إليك عنّي تخبره بالشوق الذي أقحلَ أرضَ قلبي منتظرةَ غيمته تتساقط لقاءً ينبت الراحة.

إن عاصفة الأرق تقلع نومي من جذوره فيلوذ بالأحلام المهجورة.

على شرفات حبي الشريفة يحطَّ سنونو طيفك، وفي زوايا أسقف الحنين عناكبُ الأوهام بعينيكَ والنظر إليها تستقرُّ وتنسج بيوتها.

أيها البعيد! البعيد القريب!

أما آن الوقتُ لتزيحَ عن قلبيَ المقتُ وتعود بعينيك وابتسامة ثغرك لمغناي!

عصبتك على جبيني عصابةَ من عشق، وجعلتُ الّلوزيتين دُرّتين تتلألآن في قلادة على جيد رقبتي وصدريَ المذبوح إثرَ هواك.

هل أنت عيانٌ على فعلتك هذه؟!

الأمر أشبه بأن هواكَ تعويذةَ ألقيَت داخلي ولن تخرجَ إلا وروحي قرباناً لها.

كفاكَ توارياً خلف سُحُب الهجر والنأي، كن قمراً يبزغُ من خلف السجوفِ على قلب ولوع بك، مهتّكٌ بسبب عشقك.

كن ذو نورين؛ إحداهما يضيء أعشاشَ ليل قلبي، والآخر أُنسَ حزنيَ الأرق الذي لم ينم حتى الآن!

أهيم في فضاءات شوقي، أطرق أبواب اللقاء مستمهلاً ليفتحَ لي ثم أعبرُ خائب الرجاء.

أحاول وأحاول كسر أغلاق قفصي لأطير، أطير إلى عليائي أجول ممالكَ من ورد وضياء قد مررتَ بها، أنتشق رحيقاً لامسته يداك.

أ أنت راءٍ لاستعجالك ازهاقَ حلمي؟

اتركني!

اتركتي أجمع من جنائنك باقاتٍ لاذت بالوجد من السجن والعدم،

فإذا شئت بعدم تركي، تعال أنت!

تعال بالتجلي عليّ عبقاً حيناً و ضوءاً لعينيّ و ماءً لشرايين قلبي حيناً آخر.

هل تشهد وتقرّ بأنك قاتل نومي؟!

برهة آخرى!  أتشهد بأني ريمَ فجر يوقظُ شمساً وهي تداعب أطراف الليل؟!

نبيذي!

نبيذي ينهملُ من قارورة حبي على نار الشوق فأصيرُ لهب العشق المحروق، وفي حُفنة رمادي أرى كفّيَّ امتلآ بحرائق الثلوج.

ماذا لو قادتني خطواتي لنياقٍ أنت خلفه!

لجسور متقطعة بيننا!

لكن على العموم امتناعٌ لامتناع.

ليتك تصبحُ رائياَ لجنون ساقتْه إليك رماح الحنين.


أحمد_الحسن



هل أنت عيان عليّ؟! أحمد الحسن / سوريا Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 18 أبريل Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.