إنها الرابعة صباحًا..ناريمان حسن / سوريا

 "

إنها الرابعة صباحًا، 

أغمضُ عيني بخفة، وبالأخرى أتأمل النجوم 

أمسك مجرة في يدي 

أفكرُ فيما لو استطيع حجزها، 

في البداية،

 وددت لو احتجز بداخلها الفراشات 

وأتمتع في المشهد الباهر حين أطلق سراحهم، 

ثم، التفت للآلام الواهية التي تقطع القلوب إربًا 

وحين أطلق سراحها 

ستتحول لقطعٍ لامعة وتتناثر!

أعاود التفكير، هل تقوى المجرة على حملهم معًا! 

ابتسم...

وأقول: يا لك من معتوهة، فالمجرات لم تتواجد 

إلا لأحتضان الأمهات بعد أن تفنى

أجسادهن. 


أنها الرابعة صباحًا، 

أغمضُ عين الجسد، وأطل على العالم بخرافة 

أزور البيوت الرتيبة بيتًا بيتا 

أقف لأرى..

 عما ستفعله الفوضى المجردة 

بعد أن ترمى في القمامة! 

وجدتها مزخرفة على اشكال عدة، 

لاحظت..

القلب!  هذا سقط بعد أن صفع بمرارة 

العقل! بعد أن عاد من الحروب مع النفس 

الروح! بعد أن خذلت وتألمت أشد إيلاماً من أن تبقى

ثم عاودت التجول

 لاحظت بيوت أخرى تكتنزها الفوضى 

وكلها بلوحات فنية رائعة 

واحدة منهم كانت لرجل حالم. 


أنها الرابعة وعشر دقائق، 

أغمض عيني السرية، وأطل بجسد مكبل 

يجر قيوده بثقل لامتناهي 

كل مابي يوحي إلى انني امرأة في مقتبل العمر 

قوام ممشوق 

وملامح خالية من البثور والتجاعيد 

ويد خضراء...

خلاخيل ملونة 

وأقراط يسمع صداها في قلوب الرجال!

إلا أن ثقب واحد من جهة صدري اليسرى، 

كان مغطى بقطعة قماش سوداء ولم يلحظه أحد 

ومنه تتناثر ذرات الغبار 

ذرة تلو الأخرى، 

أنها بقايا أحلام  بعد أن تلاشت.



إنها الرابعة صباحًا..ناريمان حسن / سوريا Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 22 أبريل Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.