مجموعة نصوص للشاعر العراقي وحيد ابو الجول




10 / 20

يتوسد روحه  

وحلماً يشبه يديه  

بيضاء كغنائه

كحديثي الآن  

يتساقط ندياً هذا الفائض عن سطح الماء

كألف قتيل محموم تحرقه الدمعة ,

تسكنه العبرة  

يا لك من ولد حالم مدهون بعسل النحل

قالت أمك وهي تحاول حمل الرأس  

تحاول مسك الصبح أن لا يخرج من ثقب القلب

أن ترثي روحك بالعطر  

آه  

يا لك من ولدٍ حالم

مدهون بالعبق والعسل والعذر

كأبيك الغائب

يحرقك الوقت  

يدفعُكَ لبريقِ النجمة

روحاً يسكنُها الضوء

تسكنُها الأحلام  

غناؤك الأبيض  

11 / 20

هذا المدهون بعسلِ النحل

بالحناء

بالعطر

بالحب

آه , يا لك من ولد حالم  

_____

٦

عازف الجلو الحزين  

____

أعترفُ بأنني كنتُ ألهو بعد الخراف التي تمرُ من فوق رأسي

كانت أكثر من مئة

كذلك هي النجوم

وقطرات الماء

والنساء العاريات

كذلك هو عازف الجلو الغارق في حلمه الأرجواني

وظّل قلبه الكبير

كان الخطأ واضحاً كعين الشمس

وبارداً كالوصف

كاليد التي تشير إلى هنا

12 / 20

ودثاري القطني

قطعة من الهواء

وجزء صغير من رأسي الممتلئة بالخراف والنجوم الصغيرة  

وتلك السيدة ,  

أميرة الورد

هكذا أقول كلما رغبتُ في الضحك

ويوم يشبه البلاد  

الأضواء

الرقص  

هكذا يمر الناجون من تلف القلب

مبتسمين في الوهلة الأولى

في الغد الذي يلبسونه مبكرين

هكذا هم يمرون من فوق رأسي

تاركين وراءهم حتفاً ممزوجاً بالغيوم

روحي هي

بالمطر

الغناء الذي يجعل من الرجال قصار القامة زهرات على جانبي الطريق

تلويحة نمش حين يضحكون

حين أرغب بالقفز

13 / 20

بالتواجد بعد سنة هناك

كما هو عازف الجلو الحزين

الغارق في حلمه  

في ظل قلبه الكبير

في البقية

رجائي المنقطع الآن

ما أرغبُ  

هذا الفارق البسيط

اللون الذي أجيده بعد سنة

بعد خطأ واضح كعين الشمس .

______

٧

فراغ صغير خلف الرأس  

_____

في الغالب نتورد حين نتراشق بالماء

وحين نملأ جيوب معاطفنا بالحزن

عادة نركض لملاقاة النجوم قبل الليل بنصف ساعة

ثم ننام خارج أيدينا كما تنام سنبلة في الحقل

أو نثمل وفي قلب كل منا زهرة خشخاش

وفي بعض الأحيان  نهر

14 / 20

عادة لا نلاقي المطر في الأحلام  

ولا عندما نبكي حد اختناق الرقبة

لذا  

كنا نسقط مثل تفاحة في اناء فارغ من الهواء

بعد أن نلفظ أسماءنا دفعة واحدة

أسماؤنا القصيرة فقط  

عادة

نبتسم حين تغلبنا المشقة

وحين نضع أكتافنا على الرمل  

تحت زركشة القصص

دون أن نترك وراءنا لمحة من العطور  

أو إصبعاً كي يميز رؤوسنا عن بقية الأحلام بعد يوم واحد

لهذا

كنا نسقط بسهولة

مثل اللمعان

وكنا نموت وعلى أفواهنا هواء العطش

حفنة من تراب الصيد

شيء من تدفق الوردة في الشقوق

وكأننا فراغان صغيران خلف الرأس

ليس أكثر من فراغين

15 / 20

في الغالب

نركض لملاقاة الريح وعلى كتف كل منا ظل شجرة

و

سبعة أعوام من النسيان والرماد

في الغالب نتورد حين نركض وراء غصن في الشتاء

وحين ننام في الغرق

مثل طائر خارج اليد

______

٨

رجل وحيد تحت السماء  

____

لم يكن في نيتي الموت

إلا أن الأمر  حدث بالصدفة

وفي غضون ثوانٍ

كذلك الفراغ الذي أحدثه الحب

والقفز لأعلى من قمر الأحلام  

لم أبك

أو ربما بكيت

لم أقل هنا  

ولا هناك لأي سبابة يد

16 / 20

كنتُ جالساً كأي رجل وحيد تحت السماء

كنتُ كالذين تمنوا السعادة فنلت الغيوم

وبشيء يشبه الشهيق تراجعت إلى الوراء بضع دقائق

وبصوت واضح تقمصت الرذاذ

إلى تمام المرّ

هذا فقط

لم يكن في نيتي السقوط  

إلا أن قصة الوردة الوحيدة في الغابة كانت محزنة جداً

وباردة  

كهذا الموت الغارق أنا فيه

ومن غلب رأسه السراب  

وبحزن آخر شهقت أربع دمعات

كانت أقرب لفمي من الليل

لم يكن في نيتي الموت

إلا أن الأمر حدث بالصدفة

بينما الجميع نيام

والسماء تدور كعادتها

وكعادة المنهزمين

لمحت كتفي اليمين يسقط

ثم العنق

17 / 20

ثم الكتف اليسار

حدث هذا بالصدفة

مثل كل الأشياء الجميلة التي تسقط وتموت

دون أن يلمحها صوت

أو خيط رفيع

______

٩

أجزاء ضئيلة

____

لم أكن جزءاً ضئيلاً من أي شيء

أو عشبة يحيط بها سور الحديقة

لم أكن كما حلمت

حكَّاءْ

كان مجرد ليل

هذا التفاني في عدِّ الأيام  

ولحظة سوداء شائكة

لم أكن دقيقاً في السير اتجاه شجرة خلف المكان

وربما أعجوبة أخرى ستسكت هذا الهراء

القصائد  

إيماءة الخجول  

18 / 20

الركض

الحب

السلام الذي نراه بعيون ذابلة من بعيد

البئر

نصف النصيحة التي تلمع في السماء

وتحت أذيال قمصان الأولاد  

وبنهم يشبه الحذر

ننام على جنب يكثر فيه السقوط

المرايا

وجوه تتزاحم وراء قشة

الأحلام  

غرق لا يتعدى الثانية الواحدة

هكذا

مثل خطفة سريعة تحرق الانتباه

وبشيء مالح

نرجع لثاني قهقهة أتلفها القصد

ثم نبكي

نرجع ونحن مكبلين بألف هزيمة

ألف مغلفة بالحزن

والشتائم

19 / 20

هذا العالم مجرد ليل

أو أقل

مجرد نظرة باردة تقرص الخد

وبموت أشد من الهول

نضيع

وخلف أعناقنا النجوم

_____

١٠

وجه بهلوان  

_____

الفرص عادة لا تُمطر

لا تلمع أيضاً

لا تتمايل

لا تمشي بمحاذاة زعيق الأبواق  

أو تفوح من أسفل أعناقها رائحة الطين

عادة لا تصاب بالفزع

مثلما يصاب الغريق قبل أن يغمض عينيه بثانيتين قصيرتين

عادة نموت وفي رأس كل منا عشبة

وعلى راحة اليد اليمنى نصف وجه بهلوان  

أما اليد اليسرى تبقى فارغة إلى اندثار الصوت

20 / 20

ذلك الجانب الأبيض من غبار العجائب

ومن اِنسدال الريح بخفة وراء الهشيم

وراء تقمصنا الحزن بعيون باكية

مثل شيء صغير يحلق في السماء

شيء يشبه النظرة

أو ذوبان العظم

عادة نموت وفي قلب كل منا ندبة

لحظة من نسيان الأمس  

أثر الصراخ تحت سواد الليل

.



مجموعة نصوص للشاعر العراقي وحيد ابو الجول Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 18 أبريل Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.