مشاجرة في منتصف القصيدة ..هيثم الأمين/ تونس
ككلّ الذين يعيشون داخل أحلامهم
و لا يغادرونها إلاّ
لشراء الخبز و السجائر
أو لحضور حكايات الله
عن الموتى الذين عادوا إلى موتهم بأعجوبة
دون أن يفقدوا أقدامهم و رؤوسهم
و دون أن يوزّعوا أسماءهم على الغرباء الثمالى؛
ألفّ المسافات وأتأبّطها
لأختصر كلّ السّفر... في كلمة
حيث القطارات
تصير مجرّد أصابع تدّون عرق المؤخّرات على المقاعد
و تكتب سيناريوهات المَشَاهد وراء النافذة،
حيث النييون الساطع
يصير مجرّد شموع تمشي على أطراف ضوئها
حتى لا تحرج نوم العتمة
و حيث الكلمة امرأة و مرقص
و كلّ ظلالي رجال عاشقون يواعدون حبيباتهم على سطح القمر!!
ككلّ الذين يعيشون داخل أحلامهم
أتوسّد فخذ الوقت البدين
و أقصّ عليه
آخر حكايات رأسي الخارج عن القانون،
قصّة ثورة الأصابع في وجهي
و قصّة القصيدة،
التي تنام في القبو،
و التي ستجعل منّي شاعرا مشهورا
بينما هو
- الوقت-
يدخّن عقب إصبع رجلي
و يحثّني على الرّكض!!
ككلّ الذين يعيشون داخل أحلامهم
أكتب لرجل لا يعرفني
عن رجل لا أعرفه
و حين تعلن السّاعة عن منتصف القصيدة
يتشاجر ثلاثتنا في حانة لا يرتادها غيرنا
ثمّ ننام،
عراة،
على رصيف رغيف خبز ساخن
و نموت، لليلة أخرى، من جديد...
ليست هناك تعليقات: