عندما دخلنا عفرين ..مروان خورشيد / سوريا
عندما دخلنا عفرين ، أنا و الطبيعةُ ، و ظلُّ الله على البحيرةِ .. كانت إمرأة ترتدي الريحَ ، و هي تقفزُ من فوق النهر بخفّةِ غزالة ، أخرى كانت ترتدي السماء ، و هي تصعدُ سلالمَ الزيتون في مواسمِ القطاف ، ثالثة كانت تشيرٌ إلينا ، حيث في كفيها تنامُ الأرضَ و السماءَ في الأبد .
في عفرين شاعرٌ في قلبِ كهولته ، يجلسٌ داخل المقهى ، و يعدُّ خَسَاراتَهُ ، ثم يحلقُ في السماءِ ، يحلمُ بغدٍ ، يربحُ فيهِ الأرضَ التي سيحطُّ فيها جسدَه بهدوءٍ ، بهدوءٍ أكثرَ يحطّ في الأبد ..
عفرين عندما دخلناها ، تركنَا خيطاً من الذهبِ يلاحقُنا ، كي ندلَه على صاغةِ الحريرِ في سوقِ الذهب ، تركنَا جرحاً ، بدون ملح يذوبُ في الماءِ ، و تركنَا القرى تتوسدُ العشبَ ، و تهطلٌ على ابنائِها كما المطر .
في عفرين عدنان واحد مشتقٌ من العَدَنِ ، لا يشبه جنتهه أي عَدَنٍ آخر ، يرقصُ في الألمِ ، و يضحكُ في الجنازات و المآتم ، ينزوي إلى التأملِ في الاعراسِ ، عدنان عمره من عمرِ شجرةٍ أنجبتْ الكثيرَ من الأغاني التي تركناها تنام في الحقول ، ترعى بقاءنا من ذئابِ العدم .
ليست هناك تعليقات: