أسيل كجرح بقلم إبراهيم مالك موريتانيا
طيلة السنوات الماضية
كنت أعرف فقط
كيف أنزف كجرح،
الآن
أتعلم
كيف أقطع كسكين حادة
درجات الألم،
أعرفها
درجة، درجة
كأن تخلع ضرسا دون مخدر،
جربتها
أيام عشت كقروي مرمي على الهامش!
آثار أول إبرة
و آلامها،
لازلت أحفظها
ممسكا بعروق يدي النحيفة،
من يرتق ما أفسدته حقن الإبر
داخل أرواحنا؟!
و ما زرعته من خوف و قلق، و ألم!
-يسألني
الطفل الصغير الذي بداخلي الآن-
جئت إلى مدينة انواكشوط
لا أحمل فلسا واحدا،
محفظة النقود الأولى
التي اشتريتها،
كانت من أجر
دفعته لي شابة ثرية،
و متزوجة من رجل مسن
تكور نهداها،
رغبة بي
فضاجعتها ببراءة
و جلست أترقب
كأي طفل
ينتظر الحلوى لقاء عمل خيري!
جرحي الأول
كان بعد قصة حب
دامت ثلاث سنوات،
إنتهت بالخيانة
مع أغنى ديك في البلدة
جرحي الثاني
كان
حين رفعت صوتي
أمام ديك أكبر
-مطالبا بحقوقي-
فجاء العقاب
كالصفعة
جرحي الثالث
ألصقته،
قبل أن ينفتق
و أسقطت
إمبراطورية الديك الأول و الثاني،
ثم عويت كذئب
يطارد دجاج القرية
أنا
الآن
أسيل كجرح لم يندمل
و أغرس أظفاري القصيرة
في الوقت،
كنمر مروض
و ليس له مخالب،
فالجرح أنا
و السكين أنا
و المقطوع أيضا،
أنا.
أسيل كجرح بقلم إبراهيم مالك موريتانيا
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
24 فبراير
Rating:
ليست هناك تعليقات: