لرائحة الأموات مذاق جميل بقلم فتحي مهذب تونس
أنا لا أخاف الأموات…
حين يطلون من كوة الباب..
بعيون زجاجية ثاقبة..
وينادون باسمي..
لنثرثر أمام النهر المتجمد
مثل وعول قطبية..
أو نطارد جنازة قس..
بقداس منسدل الايقاع..
أو ندمر طائرات ورقية..
خذلتها مكيدة الجاذبية..
بمقص حلاقة عائلي..
أنا لا أخاف الأموات..
وهم يتدلون من سقف مخيلتي..
يختلسون نجيمات صغيرة
تضيئ سماء رأسي ..
يطبطبون مثل هنود حمر
فوق كتفي المتهدلتين..
مثل أذني فيل نافق..
أنا لا أخاف الأموت
الذين يطبخون الشاي
في جبل النوم
على أثافي الذكريات المشتعلة..
الذين يسردون وقائع غريبة جدا..
اندلعت تحت الأرض..
حروب بين هياكل عظمية..
أرملة تطير مثل بومة
في غابة الأبدية..
طفل ضرير على دراجة من الرمل-
بائعو مخدرات لأموات جدد..
شعوب حزينة تنتظر يوم القيامة
رسول يهاتف الميتافيزيقا..
بصوت حمامة مطوقة..
أنا لا أخاف الأموات..
هم طيبون للغاية مع الأحياء..
يحبون القطط السوداء..
والنيازك التي تنمو في حديقة الفلكي..
والكلمات الناعمة مثل الجبن..
ورائحة السمك المقلي..
والبيوت المكيفة..
المليئة بزيزان المتقدمين في السن
المسامرات الليلية التي تقلم أظافر
الملل وآلام المفاصل..
أنا لا أخاف الأموات..
لأني ميت بالتقسيط..
علاقتي شاقولية بهم..
أدعو الحارس رضوان باستقبالهم
مثل سياح أجانب..
في نزل فخم بالفردوس..
وتعميدهم بدم يسوع ..
منحهم بطاقة مجانية
لحضور حفلات فلاسفة
في دار الأوبرا ..
أنا أحب الأموات..
يؤلمني نومهم الطويل..
تحت الأرض..
لكن حين تنضج
جلودهم الدبقة..
سيعودون الى الأرض
كما تشتهى أصابع الخزاف ..
سيصعدون قمم الأشجار..
عبر نفق الجذور العميقة..
سيكاتبون الأبدية بحبر العصافير..
ويضحكون فوق رؤوسنا
لأنهم أوضح من غموضنا..
عميقو الهيولى ..
أسياد المكان والزمان..
وصناع مجد الأبدية .
حين يطلون من كوة الباب..
بعيون زجاجية ثاقبة..
وينادون باسمي..
لنثرثر أمام النهر المتجمد
مثل وعول قطبية..
أو نطارد جنازة قس..
بقداس منسدل الايقاع..
أو ندمر طائرات ورقية..
خذلتها مكيدة الجاذبية..
بمقص حلاقة عائلي..
أنا لا أخاف الأموات..
وهم يتدلون من سقف مخيلتي..
يختلسون نجيمات صغيرة
تضيئ سماء رأسي ..
يطبطبون مثل هنود حمر
فوق كتفي المتهدلتين..
مثل أذني فيل نافق..
أنا لا أخاف الأموت
الذين يطبخون الشاي
في جبل النوم
على أثافي الذكريات المشتعلة..
الذين يسردون وقائع غريبة جدا..
اندلعت تحت الأرض..
حروب بين هياكل عظمية..
أرملة تطير مثل بومة
في غابة الأبدية..
طفل ضرير على دراجة من الرمل-
بائعو مخدرات لأموات جدد..
شعوب حزينة تنتظر يوم القيامة
رسول يهاتف الميتافيزيقا..
بصوت حمامة مطوقة..
أنا لا أخاف الأموات..
هم طيبون للغاية مع الأحياء..
يحبون القطط السوداء..
والنيازك التي تنمو في حديقة الفلكي..
والكلمات الناعمة مثل الجبن..
ورائحة السمك المقلي..
والبيوت المكيفة..
المليئة بزيزان المتقدمين في السن
المسامرات الليلية التي تقلم أظافر
الملل وآلام المفاصل..
أنا لا أخاف الأموات..
لأني ميت بالتقسيط..
علاقتي شاقولية بهم..
أدعو الحارس رضوان باستقبالهم
مثل سياح أجانب..
في نزل فخم بالفردوس..
وتعميدهم بدم يسوع ..
منحهم بطاقة مجانية
لحضور حفلات فلاسفة
في دار الأوبرا ..
أنا أحب الأموات..
يؤلمني نومهم الطويل..
تحت الأرض..
لكن حين تنضج
جلودهم الدبقة..
سيعودون الى الأرض
كما تشتهى أصابع الخزاف ..
سيصعدون قمم الأشجار..
عبر نفق الجذور العميقة..
سيكاتبون الأبدية بحبر العصافير..
ويضحكون فوق رؤوسنا
لأنهم أوضح من غموضنا..
عميقو الهيولى ..
أسياد المكان والزمان..
وصناع مجد الأبدية .
لرائحة الأموات مذاق جميل بقلم فتحي مهذب تونس
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
26 فبراير
Rating:
ليست هناك تعليقات: