على حافّة فنجان قهوتي ...هيثم الأمين تونس
على حافّة فنجان قهوتي
تجلسُ
الذّبابة
تقاسمني أغنية حزينة
و دخان سيجارتي
ربّما هي تثرثر معي الآن
و لكنّي لا أسمعها
أنا أثرثر معها الآن
و ربّما، هي، تسمعني
يواصل الشّق في أعلى الجدار ابتسامته البلهاء
منذ خمسة عشر عاما و هو يبتسم
يبتسم كلّما سمعني أضحك
و يبتسم كلّما رآني حزينا
و يبتسم
طول الوقت
في وجه المسمار المقوّس ظهره
و هو يجاهد من أجل رفع إطار الصورة
يقول المسمار للشق المبتسم في أعلى الجدار:
بعض الصور تستحقّ كلّ هذا العناء
الصور التي تمّ إلتقاطها في أوّل البدايات
الصور التي تمّ إلتقاطها قبل الموت بقليل
و الصور التي، رغم صمتها، تقول كلّ الحكاية.
تحطّ على أنفي
نفس الذبابة
التي كانت تجلس على حافّة الفنجان
و وجها لوجه
تقول لي أشياء كثيرة
و لكنّي لا أفهمها
فتهزّ كتفيها و تطير
و أبقى أنا
أُقاسمني قهوتي
و الأغنية الحزينة ذاتها
و سيجارة جديدة
و أبتسم ببلاهة في وجه الشقّ المبتسم في أعلى قلبي.
على حافّة فنجان قهوتي ...هيثم الأمين تونس
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
11 مايو
Rating:
ليست هناك تعليقات: