نصّ خارج عن الشِّعر ....هيثم الأمين تونس
رأسي حظيرة أفكار هزيلة
تحاصرها ذئاب الذاكرة الجائعة
لهذا تضجّ أفكاري كلّما عاد الليل
و لا تتوقّف عن رفس جمجمتي
و عوض أن أنام
أقضي ليلي ألاحقها
لأعيد ما فرّ منها إلى مرابطها في رأسي.
الفكرة التي ترفس رأسي الآن
هي أنّ أفريل أطال البقاء جدا هذه السّنة
و أنا أريد جدا أن ينتهي أفريل
ليس لأنّ لي موعدا مهما في ماي
و ليس لأنّ في ماي تكون أيامي نسخة مختلفة
و لكن لسبب آخر تماما
سبب تافه جدا
سبب لا يمكن أن تكتب فيه نصّا و تسمّيه قصيدة
في ماي
باستطاعتي أن أنام عاريا تماما إلّا من الشّعر الغزير على جسدي
و لأنّ لا أحد ينام معي
فهذا الأمر لا يُحرجني
أتكوّر على عريي، في العتمة، كقنفد
- قد لا يبدو الأمر ممتعا لغيري-
و كلّ ليلة أضمّ إليّ وسادتي
و أستحضر امرأة من نساء القبيلة
فأثرثر لها عنّي و عن مشروعي لتوسعة حظيرة رأسي
و في الغالب لا أبالي لفجيعتها في بطني الكبير المترهّل
و قد يحدث أن أحبّها قليلا
قليلا بما يكفي لأحتمل حكاياتها عن الفستان الذي تريد أن تشتريه
و عن آخر شتيمة تعلّمتها لتقذفها في أذن جارتها
قليلا بما يكفي
لأطبع على خدّها قبلة و وعدا بحب كبير
و حين لا تأتي أيّة امرأة
أكتفي بعريي
و أنام
و لكن في جوان يصير الأمر مختلفا جدا
فأنا، فيه، أقضي أغلب وقتي عاريا تماما
من جوان و إلى أوّل رشح يصيبني
أمارس عريي على مرأى و مسمع من الجدران
فأكون خفيفا جدا منّي
و تذهب بعيدا جدا في النّسيان
الأفكار الهزيلة التي قضت أيّام الملابس في حظيرة رأسي.
نصّ خارج عن الشِّعر ....هيثم الأمين تونس
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
19 أبريل
Rating:
ليست هناك تعليقات: