فراشة بقلم محمد المغربي مصر
ويطل الصباح من النافذة
يتلصص على أحلامك التي تبدل ببطء ملامحها
كنت صغيرا
بالكاد لم أتجاوز عتبة الشرود
حين نبهتني شفتك الرخوية أن البحر
ـ منذ دهور ـ
يتأرجح بالخارج
مدفوعا بنزواته الفاجرة
البحر المسجي دائما
كالعلوق
سليل المحيطات والبيكيني
الذي شبع من ورضاعة الجداول
مجاورة الكثبان
الصاخب أحيانا كموسيقى الروك
المسطح دائما كخف البعير
ولأني في حاجة دائمة للصخب
كي أضيع في أسواق
المسرات غير الأرستقراطية
والفظائع الرخيصة
في حاجة لأن أقاوم كتائب الغفلة السائدة داخلي
في حاجة لتلك الهزة التي تسقط براعمي
من عليائها ،
فأنا أزهر كل ليلة
شظية حلم صغيرة
وأثمر فراغا جديدا
يترافق مع نظراتك التي تعيد رسم الينابيع متوازية وثقيلة
ودون شعرة واحدة حتى في المنتصف
تمزق السماء لأشرطة ملونة
وتجدل عانتها
فيتهلل وجهي
فأنا أحب الوحدة كما تعلمين
وأنجبت منها جنونا
وبعض القصائد الرديئة
وصارحت العالم أكثر من مرة
بأنه ابن زانية
ولا فائدة من دموعه في مواجهتي
فأنا عندما أ كره
أكون فظا وقاسيا
كابتسامة مصطنعة
وعندما أحب
أصبح لينا وداعرا
كالعلكة
أنضض الندوب على وجهي بمعول الزمن
وكلماتك الحادة
أستعير شغفك السفلي
وأطبع قبلة وداع في آخر الصفحة
أحاصر الجروح المنهكة
بفضلة لعابك
وفيالق الكولاجين ،
لكم تمنيت أن يلتئم فرحك الشفقي هذا
ليرتاح ضميري من الوخز
فالضمير الذي يخذ
يثقب الروح في أماكن عديدة
وليس سهلا مواصلة الهلع الذي أعانيه
بروح غارقة
فالأرواح المثقوبة لا تبحر بعيدا
وما ينشط تحت سطح هذا الداء
كيميائي ولاذع
ويؤلم غالبا دون رحمة
كقرصة (الجن تونيك)
ويجعل أنهارا تتدفق فجأة في حذائي
وأنت تملكين
تلك النزعة الجنينية للسفور في ذاكرتي
ذلك الطقس الذي يجعلنا
نصبح بلا مواربة
بداية من الصباح
حتى أصابع الجيلاتين
فلايمكن تناول الحياة إلا دافئة كما تقولين
وبها القليل من السكر
شئ هكذا يمزق ملامحنا الداخلية
ويلمس القلب بإصبعه الصغير
حينها تنبعث غمازاتك النبيلة من سباتها
وتغوص حتى عظمة روحي
فأقيس طيفيك نصف المعتم
بلسان حالي
ويهطل عمري على أقليمك الداكن
وأفرط في عتابك اللاذع
متبوعا برغبة في البكاء
وتحسس في الغابة الكثيفة
ألامس خرائط الدم الازرق في معصمك
أعيد موضعة المناطق الملتهبة في قلبي
فالهجرة تجعل القلب يتطاير بلا رحمة هنا وهناك
والأعماق ممدودة على آخرها نحو الحلم
فيما يأخذ الاغتراب شكل الحكة الدائمة
وتنزوي الرغبة بين فخذي
من الخجل،
إلى متى ستبقين مبللة هكذا
كأنما أمطرتِ بالأمس القريب
بينما أكون في مقعد التذكر جافا ناصعا كالجريمة
أجلد قلبي بالذكريات وأغاني الرعاة
أتعارك مع طيفك في خيالي
تاركا جزء من شبابي على ميسمك المشرئب
فالذكريات دبقة جدا كما تعلمين
وتعلق بأجنحة الفنادق
وأنا منذ فترة أعاني من هدوء داخلي
كبيضة مسلوقة .
فراشة بقلم محمد المغربي مصر
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
03 أبريل
Rating:

ليست هناك تعليقات: