اَقفزُ محاولاً التحليقَ في سماءِ غرفتي ...زكريا شيخ أحمد سوريا
بنوا حولي جدراناً
و عندما اردْتُ الخروجَ ،
لم أجدْ باباً .
منحوني أجنحةً
و عندما اردْتُ التحليقَ ،
لم أَعثرْ على سماءٍ .
جلبوا لي خزانةً كبيرةً
و عندما اردْتُ انْ اُعلقَ ألبستي ،
لم أجدْ غيرَ جلدي ،
خلعْتُ جلدي و علقْتُهُ في الخزانةِ .
في الغرفةِ التي دونَ أبوابٍ
أقفُ عارياً من جلدي ،
وسطَ الغرفةِ طاولةٌ دونَ كرسي
الطاولةُ عليها سكينٌ
ماذا سيفعلُ إنسانٌ يقفُ وحيداً بلا جلدٍ في غرفةٍ ليس لها بابٌ
بسكين ؟
امدُ يدي ممسكاً السكينَ ،
اقطعُ اجزائي اضعُها على الطاولةِ
نفتحُ حواراً ،
تفاجئُني اجزائي التي بعثرْتُها أمامي
يا إلهي هل هذهِ أجزائي ؟
في كلِّ جزءٍ هناك ندبةٌ أو اكثرُ
من اينَ جاءَتْ كلُّ هذهِ الندبات؟
تقولُ لي الندباتُ :
نحن موجودون و لكنَّ
جلدُكَ المعلقُ بالخزانةِ
كان يخفينا
فالجلدُ لمْ يتمْ خلقُهُ عبثاً .
اَتوجهُ للخزانةِ ،
اَفتحُ بابَها يفاجئُني جلدي بدموعهِ ،
اُعيدُ تركيبَ اجزائي ،
أُلبِسُهُم جلدي .
أَبدأُ بتفكيكِ الخزانةِ
أبني بها كوخاً صغيراً ،
أصنعُ لَهُ باباً و نافذةً ،
أفتح نافذة الكوخ ،
اَقفزُ محاولاً التحليقَ في سماءِ غرفتي .
اَقفزُ محاولاً التحليقَ في سماءِ غرفتي ...زكريا شيخ أحمد سوريا
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
05 مايو
Rating:

ليست هناك تعليقات: