حوار غير مهم بقلم منى محمد سوريا
- سيدتي، بماذا تشعرين؟
- أشعر بالنسيان
- وهل النسيان شعور محسوس ؟
- نعم...
إنه ملموس أيضا وكأنك تلمس جمرة متقدة
كأنك تغرس سكينا في صدرك ثم تسحبه من جديد، و بقوة
- أشعر بالنسيان
- وهل النسيان شعور محسوس ؟
- نعم...
إنه ملموس أيضا وكأنك تلمس جمرة متقدة
كأنك تغرس سكينا في صدرك ثم تسحبه من جديد، و بقوة
أعيش داخل تلك اللحظة التي تشبه استياقظك من نوم عميق
تصحو مشوشاً....
وعندها
أنت لن تكون متأكدا من مكانك وكيانك وماهية هذه الجدران التي تحيط بك
تصحو مشوشاً....
وعندها
أنت لن تكون متأكدا من مكانك وكيانك وماهية هذه الجدران التي تحيط بك
- هل تعرفها تلك اللحظة الباهتة؟
- .... صمت
- .... صمت
لقد خذلني جسدي ...
في داخلي أشجار عظيمة لم تزهر
وسموات لم تمطر
وشواطئ دون واصلين
وبحار بلا سفن وأشرعة
في داخلي أشجار عظيمة لم تزهر
وسموات لم تمطر
وشواطئ دون واصلين
وبحار بلا سفن وأشرعة
- وقلبكِ؟
قلبي أيضا يخذلني كثيراً... أحياناً أحتاجه بشدة
لكنه يفضل أن يتمدد على العشب ، ويغفو
قلبي أيضا يخذلني كثيراً... أحياناً أحتاجه بشدة
لكنه يفضل أن يتمدد على العشب ، ويغفو
- والحب؟
لم يخذلني الحب يوماً.. بل أنا من خذلته
لم يخذلني الحب يوماً.. بل أنا من خذلته
- مرة أخرى سيدتي، بماذا تشعرين؟
- بالنسيان، قلت لك
وكأنني نسيت أن أغلق صنبور المياه
و نسيت كعكة اللوز داخل الفرن الموقد
نسيت أن أمشط شعري
ونسيت ارتداء حذائي
كأنني خرجت من البيت ونسيت إغلاق الباب
ثم نسيت شكل الطريق وعنوان بيتي
نسيان.... نسيان
- بالنسيان، قلت لك
وكأنني نسيت أن أغلق صنبور المياه
و نسيت كعكة اللوز داخل الفرن الموقد
نسيت أن أمشط شعري
ونسيت ارتداء حذائي
كأنني خرجت من البيت ونسيت إغلاق الباب
ثم نسيت شكل الطريق وعنوان بيتي
نسيان.... نسيان
أشعر أنني أنجبت طفلاً ونسيته.... أتذكره جيداً وتسكنني رائحته لكنه غير موجود هنا
.... وكأنني وصلت مبكراً...
ركضت مسرعة وقطعت المسافة كلها ولمست شريط نهاية السباق
ولم يكن هناك جمهورا ولا هتافات ولا تصفيق
لكنني أكملت القفز
ربطت شريط النهاية على خصري وواصلت الجري بسرعة
كان رأسي ينبض
سقطت يدي اليمنى ولم أتألم
سقطت رموشي وخصلات شعري
حتى أسناني تطايرت في الهواء
ثم سقط قلبي وتدحرج أمامي ....لقد سبقني ولم أستطع اللحاق به
ولم أتوقف عن الركض
لم أتوقف عن النبض
وكأنني نسيت كيفية الانسحاب من هذا السباق الفارغ
ركضت مسرعة وقطعت المسافة كلها ولمست شريط نهاية السباق
ولم يكن هناك جمهورا ولا هتافات ولا تصفيق
لكنني أكملت القفز
ربطت شريط النهاية على خصري وواصلت الجري بسرعة
كان رأسي ينبض
سقطت يدي اليمنى ولم أتألم
سقطت رموشي وخصلات شعري
حتى أسناني تطايرت في الهواء
ثم سقط قلبي وتدحرج أمامي ....لقد سبقني ولم أستطع اللحاق به
ولم أتوقف عن الركض
لم أتوقف عن النبض
وكأنني نسيت كيفية الانسحاب من هذا السباق الفارغ
- ياالهي، هذا كابوس
- لا ،، لقد تخلصت من جميع كوابيسي منذ عدة أحلام
تركتها على مقعد خشبي في محطة للحافلات
ومنذ ذلك اليوم أنام مفتوحة العينين
- لا ،، لقد تخلصت من جميع كوابيسي منذ عدة أحلام
تركتها على مقعد خشبي في محطة للحافلات
ومنذ ذلك اليوم أنام مفتوحة العينين
- والآن، هل تشعرين بالألم؟
- لست متأكدة، لكن يغلبني النعاس أحياناً فأغرق في حلم عميق
- لست متأكدة، لكن يغلبني النعاس أحياناً فأغرق في حلم عميق
حوار غير مهم بقلم منى محمد سوريا
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
05 مايو
Rating:

ليست هناك تعليقات: