الغيوم الضجرة بقلم بسام المسعودي اليمن

الغيوم الضجرة
لن تدعك تقضم الجفاف بفمك ،
جرأة الحقول لن ترحمك ، تُمسك بك
و أنت تُشْرِّبَ الماء العطش ، 
لن تسبق الهطول
فالزهور الغاضبة إعتزلت الرائحة
و الثمار الناضجــة
تمارس هواية جمعها
بأيدي أصحاب الحقول ، لتقترض حصاداً مُر
لأجـل أن تغرس
فسيلة نصــوصك
قبل القيامــة بنصف موسم ضجر
مُرْ أصابعك أن تصلي الإستسقاء
أن توخز السماء بالأدعية
المأثـورة
و ترشق الغيوم الضجرة بقصيدة مذنبة
عن البئر الشاردة التي ظلت تخطف
دلاءك العاطشـة
مسدتها الأحجار المتساقطة من عيون
العطاشى فوقها
و المدينة التي لا تريد أن تقاومك
ها هي تغادر مكانها
تغير جلـدها
و تلعن غيابك عند سقوط أول ليل حرب
على إمتداداتها الشاحبة
لتجرب أن تموت باليوم مرتين ونصف مرة
أن تصنع قيامتك
و تلهو بالجدران الداكنة
تكتب عليها قصتك
تكتب الحقول الظامئة
و البئر الشاردة
و أن تصفع جهات قلبك
كي تُعلم ركضه داخل صدرك
كيف تمطر السماء وهي لا تموت بالمرة
ولا تملك قلب مثل قلبك الدفين .