رسالة لن تصل أيضا ....هيثم الأمين تونس
إلى تلك القصيرة
التي، ربّما، تنام، الآن، في حضن حلم، حتما، لا يعرفني
و تسند رأسها إلى وسادة، حتما، لم ترتطم، من باب الفذلكة، بوجهي
سلاما، حبّا، شوقا، حنينا و بعد
في آخر آيار
- و اخترت آيار لأنّه يبدو أصلح للشّعر من ماي -
و قبل خمس سنوات
كنت أمسح العرق المتصبّب من جبين عمري المحموم بكمّ قصيدة عابرة
و أرسل الورود و آخر ما ابتدعتُ من رسائل الحبّ
إلى عناوين نساء يحملن وجوها هلاميّة و يتمرجحن في مراجيح معلّقة في سقف العدم
حينها
دلفت من ثقب في جدار وحدتي
و أعلنت حضورك كاملا
فهل مازلت تتذكّرين باقي الحكاية؟!!
اليوم، و أنا أقترب من آخر آيار، وحدي
أتذكّر جيّدا أنّنا، وقبل سنتين و نصف تقريبا، كنّا هنا
أنا و أنت و الحزن ثالثنا
نرسم وجها للرحيل يليق بخيبتي و بنجاتك منّي.
أنا، الآن، لا أدري لِمَا أكتب كلّ هذا
و لا أدري لمن أكتب كلّ هذا
و لكن، ربّما، قد يحدث أنّك تتساءلين
هل مازال يحبّني؟
أظنّك تصرّين، أحيانا، أنّني ما عدت أتذكّرك
و أنّي، كأيّ رجل متّهم بالشّعر، أرتّب في قلبي حبيباتي
كما أرتّب في دولابي ملابسي الداخليّة
و أنّي، كأيّ رجل يمارس فاحشة الكتابة و تثيره حمّالة صدر معلّقة على حبل غسيل، أعشق، في اليوم الواحد، عشرات حمّالات الصّدر و أركض خلف كلّ حبل غسيل مشبع بامرأة أو أكثر
نعم، أنت لست مخطئة تماما...
فلا شيء يعني
أنّي
مازلت أتذكّر مقاس سروالك و حذائك
و طولك و وزنك الخفيف
لحظة، هل مازلت تحلمين أن تسمني فيصير وزنك خمسين كيلوغراما؟!
لا، لن أضحك و لستُ أسخر منك
فقط، أنا أتذكّر هذا
و أتذكّر
اللون البنفسجي الذي تعشقين
حبّك للشاي الأخضر
فهل تذكرين سيرين؟
أخبرتني، يوما، أنّه لو كنت أنت من اختار اسمك لكان سيرين!
أسماء كلّ أفراد أسرتك الذين حدّثتني عنهم، مازلت أتذكر أسماءهم
و مازلت أتذكّر وجعي كلّما زارتك صديقتك "الشقيقة"
و أتذكّر زجاجة الماء السّاخن التي أطالبك بوضعها أسفل سرّتك كلّما اتعبتك آلام ما قبل الحيض
و شراب القرفة، هل تذكرين؟!
نعم، كنت أعلم أنّك لا تفعلين من نصائحي شيئا
فقط، كنت تنامين
و كنتُ أسهر بقلب حزين
كلّ هذا، لا أظنّ أنّه يعني أنّي مازلت أحبّك!!
أنا، أيضا، مازلتُ أسترق أخبارك
و مازلت لا أعثر على شيء من أخبارك
و مازلتُ أتلو اسمك بقلب حزين.
فهل أنت بخير؟!!
رسالة لن تصل أيضا ....هيثم الأمين تونس
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
09 مايو
Rating:
ليست هناك تعليقات: