وأريدُ منكِ الكثيرَ الكثيرَ بقلم محمد صالح غنايم فلسطين
أريدُكِ كلَّ شيءٍ قَدْ يُعيدُ التنهيداتِ للمِعْزفِ , والقبلاتِ المنغومةَ المُمَوسقةَ لشفتيْ القصيدةِ , والشهقاتِ إلى ذبالةِ قنديلٍ رآنا نتعانقُ , وثرثرةَ الأشرعةِ إلى ميناءِ الشعاعِ , فلم يبقَ لي من رائحةِ غيابِك سوى ميراثٍ ثقيلٍ من الذكرياتِ , سبايا للزمنِ المراوغِ , لا زالتْ تغفو في قيعانِ صمتي وتنامُ ..
وما زلتُ لا أدري أأنا آخري بعدما كُنتِ أنتِ بكُلِّكِ بدايتي ؟! تختلطُ عليَّ الأمورُ ما بينَ تلاشٍ واحتواءٍ , كالغريبِ المذهولِ أنا على تقاطعِ شارعينِ , ألتبسُ ما بينَ أنا الذي كنتُ وما بينَ الذي سأكونُ , يخونني حدسي في كلِّ خطوةٍ , أسقطُ من عليائي فأتشظَّى , تتمدَّدُ ظلالي على قامتي , أحومُ حولَ نثاري كلما يصفَرُّ المدى , أتساءلُ : أأنأى عني أم أدنو مني ؟ أو ربما أتسمرُ ما بينَ وبينَ , وأنصبُ سلالمي كي أتسلقَ الماضي الهَتَّافَ حتى أصلَّ ذُلُلَ السحابِ ؟ لستُ أدري ..
أُهَرْوِلُ إليَّ كلما أَلمحُني , أُوَلْوِلُ عليَّ كلما أُعاتبُني , أنبثقُ من عبثيةِ سيروتي أحدَ عشرَ سراباً لا يجيدونَ التحليقَ كطائرِ الرنَّانِ فينسدلونَ على كتفيْ المدى جدائلَ بيضاءَ ..
أُحملقُ بالوجوهِ العابرةِ على سرابيةِ المشهدِ , أحدقُ بكلِّ شيءٍ كي يستشفَ لي السترُ فيظهرُ ما وراءَهُ , وتتجلى الرُؤى تباعاً على وجهِ السبخاتِ غيرَ مرجومةٍ بالرموزِ ..
أهجُسُ بما خفِيَ في حكمتي الخبيئةِ .. أتَوَجَسُ فَزِعاً حين أصعدُ بين هاويتينِ تطلانِ عليَّ .. أهمِسُ على مرأى مني تحتَ جنحِ الليلِ :
متى يَهِبُّ المجهولُ إيماءاتٍ على مُقلةِ السماءِ فينشقُ الضبابُ المُمَوِّهُ فلقتينِ وتظهرُ النبوءاتُ بُشْراً من تَهَدُّجِ الغيبِ , فربما تستهبُ ريحَها وتدفعُ سفنَ أوديسيوسَ إلى انتظارِ الخُلجانِ ؟!!! .. فيعاودني رجعُ الكلامِ ارتداداً على قصبِ النايِ اغترابَ أنينٍ يصهرُني قافيةً للتباكي ..
وما زلتُ لا أدري أأنا آخري بعدما كُنتِ أنتِ بكُلِّكِ بدايتي ؟! تختلطُ عليَّ الأمورُ ما بينَ تلاشٍ واحتواءٍ , كالغريبِ المذهولِ أنا على تقاطعِ شارعينِ , ألتبسُ ما بينَ أنا الذي كنتُ وما بينَ الذي سأكونُ , يخونني حدسي في كلِّ خطوةٍ , أسقطُ من عليائي فأتشظَّى , تتمدَّدُ ظلالي على قامتي , أحومُ حولَ نثاري كلما يصفَرُّ المدى , أتساءلُ : أأنأى عني أم أدنو مني ؟ أو ربما أتسمرُ ما بينَ وبينَ , وأنصبُ سلالمي كي أتسلقَ الماضي الهَتَّافَ حتى أصلَّ ذُلُلَ السحابِ ؟ لستُ أدري ..
أُهَرْوِلُ إليَّ كلما أَلمحُني , أُوَلْوِلُ عليَّ كلما أُعاتبُني , أنبثقُ من عبثيةِ سيروتي أحدَ عشرَ سراباً لا يجيدونَ التحليقَ كطائرِ الرنَّانِ فينسدلونَ على كتفيْ المدى جدائلَ بيضاءَ ..
أُحملقُ بالوجوهِ العابرةِ على سرابيةِ المشهدِ , أحدقُ بكلِّ شيءٍ كي يستشفَ لي السترُ فيظهرُ ما وراءَهُ , وتتجلى الرُؤى تباعاً على وجهِ السبخاتِ غيرَ مرجومةٍ بالرموزِ ..
أهجُسُ بما خفِيَ في حكمتي الخبيئةِ .. أتَوَجَسُ فَزِعاً حين أصعدُ بين هاويتينِ تطلانِ عليَّ .. أهمِسُ على مرأى مني تحتَ جنحِ الليلِ :
متى يَهِبُّ المجهولُ إيماءاتٍ على مُقلةِ السماءِ فينشقُ الضبابُ المُمَوِّهُ فلقتينِ وتظهرُ النبوءاتُ بُشْراً من تَهَدُّجِ الغيبِ , فربما تستهبُ ريحَها وتدفعُ سفنَ أوديسيوسَ إلى انتظارِ الخُلجانِ ؟!!! .. فيعاودني رجعُ الكلامِ ارتداداً على قصبِ النايِ اغترابَ أنينٍ يصهرُني قافيةً للتباكي ..
أُريدُ شيئاً منكِ
كالمعجزاتِ .. يجرُّ النجومَ
كالخرافاتِ .. ينوسُ الغيومَ
كالأساطيرِ .. يلامسُ الخيالَ ..
أريدُ منكِ الكثيرَ الكثيرَ
قبلما تُسْدَلُ على خُطاكِ الأسْدَالُ ..
قبلما تُديرينَ ظهرَكِ
وتَمضينَ كخيطِ سرابٍ حفيفيَّةَ الظلالِ ..
أُريدُ منكِ
أشياءَ قَدْ تُقالُ .. ولا تُقالُ
وأشياءَ أتركَها لي .. لا تخطرُ على البالِ ..
أُريدُ منكِ
كلَّ ما لامَسَ أحلامِي البِكرَ
ما قد يُنالُ
وما كانَ فوقَ النوالِ ..
أُريدُ
إيماءةَ عينيكِ
كَيْ تُجيبَا على كلِّ استفسارٍ
يجولُ في خاطري
على كلِّ الظنونِ والشكوكِ
على ألفِ سؤالٍ وسؤالٍ ..
كي تُرتبَا فوضايَ المُغمسةَ بالخريفِ
حينما أَتَبَعْثَرُ كالأوراقِ الصفراءِ
على منحدراتِ التلالِ ..
أريدُ خرائطَ
عَتْمَ شعرِكِ الأسودِ المجدولِ
كي أُختبئَ مع شهرزادَ والحكايةِ
من أشباحِ الليلِ وشهريارَ
بين الضفائرِ الطوالِ ..
أريدُ أنْ أخفرَ
خمائلَ راحتيكِ المتشابكةَ
كي أُخبِّئَ ما كان بيننا
من عناقٍ ومناغاةٍ ومناجاةٍ
من خلافٍ وصمتٍ وجدالٍ ..
أريدُكِ النقيضينِ
فلا تقفي على الحيادِ
ضوضاءَ الحانةِ .. وسكونِ الباديةِ
الصلواتِ الخاشعاتِ .. والأغنياتِ اللاهيَّاتِ
النجماتِ الخفيضاتِ .. والقمرَ المُختالَ
أريدُكِ
الطفوَ والغرقَ .. البدرَ والهلالَ
الصحوَ والمطرَ .. اليمينَ والشمالَ ..
لا بَلْ
الماءَ والنارَ .. الأرضَ والسماءَ
النقصانَ وبعضَ الكمالِ ..
وأنْ تأتيَ كلما ناديتُكِ
من تخومِ الذهولِ .. من أرصفةِ الهذيانِ
ومنْ كلِّ ما يشابِهُ المُحالَ ..
أريدُ أنْ أصطادَ الموجَ في بحرِ عينيكِ
قبلما يسرقُهُ مني القرصانُ ..
وألملمَ في أيلولِكِ الذاوي
ما تساقطَ من نضرتِكِ
في بقجٍ وصررٍ وسلالٍ ..
كالمعجزاتِ .. يجرُّ النجومَ
كالخرافاتِ .. ينوسُ الغيومَ
كالأساطيرِ .. يلامسُ الخيالَ ..
أريدُ منكِ الكثيرَ الكثيرَ
قبلما تُسْدَلُ على خُطاكِ الأسْدَالُ ..
قبلما تُديرينَ ظهرَكِ
وتَمضينَ كخيطِ سرابٍ حفيفيَّةَ الظلالِ ..
أُريدُ منكِ
أشياءَ قَدْ تُقالُ .. ولا تُقالُ
وأشياءَ أتركَها لي .. لا تخطرُ على البالِ ..
أُريدُ منكِ
كلَّ ما لامَسَ أحلامِي البِكرَ
ما قد يُنالُ
وما كانَ فوقَ النوالِ ..
أُريدُ
إيماءةَ عينيكِ
كَيْ تُجيبَا على كلِّ استفسارٍ
يجولُ في خاطري
على كلِّ الظنونِ والشكوكِ
على ألفِ سؤالٍ وسؤالٍ ..
كي تُرتبَا فوضايَ المُغمسةَ بالخريفِ
حينما أَتَبَعْثَرُ كالأوراقِ الصفراءِ
على منحدراتِ التلالِ ..
أريدُ خرائطَ
عَتْمَ شعرِكِ الأسودِ المجدولِ
كي أُختبئَ مع شهرزادَ والحكايةِ
من أشباحِ الليلِ وشهريارَ
بين الضفائرِ الطوالِ ..
أريدُ أنْ أخفرَ
خمائلَ راحتيكِ المتشابكةَ
كي أُخبِّئَ ما كان بيننا
من عناقٍ ومناغاةٍ ومناجاةٍ
من خلافٍ وصمتٍ وجدالٍ ..
أريدُكِ النقيضينِ
فلا تقفي على الحيادِ
ضوضاءَ الحانةِ .. وسكونِ الباديةِ
الصلواتِ الخاشعاتِ .. والأغنياتِ اللاهيَّاتِ
النجماتِ الخفيضاتِ .. والقمرَ المُختالَ
أريدُكِ
الطفوَ والغرقَ .. البدرَ والهلالَ
الصحوَ والمطرَ .. اليمينَ والشمالَ ..
لا بَلْ
الماءَ والنارَ .. الأرضَ والسماءَ
النقصانَ وبعضَ الكمالِ ..
وأنْ تأتيَ كلما ناديتُكِ
من تخومِ الذهولِ .. من أرصفةِ الهذيانِ
ومنْ كلِّ ما يشابِهُ المُحالَ ..
أريدُ أنْ أصطادَ الموجَ في بحرِ عينيكِ
قبلما يسرقُهُ مني القرصانُ ..
وألملمَ في أيلولِكِ الذاوي
ما تساقطَ من نضرتِكِ
في بقجٍ وصررٍ وسلالٍ ..
وأريدُ منكِ الكثيرَ الكثيرَ بقلم محمد صالح غنايم فلسطين
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
22 مايو
Rating:
ليست هناك تعليقات: