حمقى الرّصيف بقلم مصطفى الحناني المغرب

الحمقى وقت ميت مستقطع من زمن اللغة 

لم يهتم بهم الدارسون بما يليق
الرواة فقط من نقلوا للعامة أخبارهم
ولاذوا بالفرار في قعر الهوية

الأرض حبة بطاطس
والشمس قطعة حامض
تسيل على رؤوس أطفال الشوارع من السقف

الرصيف محفور كقبورنا المستقبلية
يحوي
القمامات
القطط
اللصوص
الكلاب
وكثيرا من ريش الحمام الجائع أيضا
لا أحد يمر من هنا بأمان
حتى الله لم يخلق الرصيف
خلال النشأة الأولى
لذلك آثر عدم تبنيه
فتبنانا نحن الرصيف

الكون يغط في نوم عميق على سرير الحجر
والقمر ضوء مغشوش اكتشفته النجوم وبعض الشعراء الحمقى
ولا دخل للمجرات في ذلك كما هو مثبت في صك البراءة

الحرب أيضا لم تطرح في استراتيجية التوسع الإلهي
خلاف مفاجئ حول الأولويات واكتشاف مسبق للإلكترون
النار منذ اكتشفها مجنون وهي متوقدة
لذلك جن جنون الماء وفقد
اللون
الطعم
والرائحة
الوديان صنعها الفلاحون والعلة اكتساح الجوع

على ضفاف الواحات يحكي النخيل وجعه لشاعر
يلبس بردة الريح
ويلقح عراجين النخيلات المؤهلات للإنجاب
بفائض التستوستيرون وتكبيرة الإحرام

ثم يحشو أنفاسه في جماخها
قصائدا رطبة
يستلقي على ربيع من بقايا البلح
ويطوي لسانه داخل جراب من سعف

النواة سيدة حكيمة تعلم الدوم لغة السكر
ونحن نعجنها نيئة نلوكها ونبلعها
كما تبلع الأبقار العلف
وهناك في الأفق الطيور ليست تزقزق
هي في الحقول ترقص و تعلم السنابل
كيف تنشد لمناجل الحصاد أغنية جاك بغيل
" لا تتركيني...Ne me quitte pas "

وفي صوان القصيدة أنثى
تعلمني كيف أداري وجعي على ساق واحدة
وعلى عرض البحار وطولها
تموت طيور السنونو
والأرواح هنا في المنافي مد وجزر
والوطن في الأغنيات أكبر شتيمة
نحملها حول أعناقنا معقودة بخيط
في كوفيات
بيضاء
خضراء
حمراء
سوداء كلون سراويل الجريمة
والبلاد كلها خلفنا تصرخ وتنوح :
" اغربوا عني يا أولاد ..... و إناث ابن أوى
لكم السخط ، وللخائن منكم ما نوى ..."