الغريب بقلم مريم محمد النوري بريك تونس
في مثل هذا اليوم:
التاسعة مساء، بيوت مُتناثرة وأنوار خافتة يبتلعها الظلام، أصوات نباح، طقطقة عود يابس تحت قدمه، تنهيدة، وجه أمه.
صخرة كبيرة ،سماء شاسعة مثل طبق يحمل الحلوى... النّجوم.
يجلس، يرفع رأسه يُتابع حركة الأفلاك في جوّها، لحظة،لحظتين... يُراجع الوقت، إنها العاشرة ... هي ساعة إذا ،ووجه أمّه.
"وحدك وأنا وحدي أبكي ساعات وحدي طول السفر والليل يا غربتي وحدي" أغنية أشجانه يدندن بها، يحمل الريح صوته ربما قد يصل أمه فتشمّ ريحه ..
دمعة، دمعتين زفرة حارّة ووجه أمّه.
العاشرة والنصف، المكان صار باردا ..السكون مُخيف
الخوف ليس جُبنا أحيانا، الخوف وحدة وحاجة للعطف.
يرفع كفّه في الظلام، خمس أصابع تحتاج من يشدّ عليها، يتسلّى قليلا
يعدّها، اصبع اثنان ثلاث أربع خمس حوّاس وخمسون حرمانا،
كل مايراه ناقص، كل ما يلمسه لا يتغلغل في مسامه، كل ما يسمعه لا يكتمل، كل الرّوائح متشابهة وكل ما يتذوّقه لا يُراود شاهيّته.
برد، ليل والساعة الحادية عشر... ووجه أمه.
قبل أن ينتصف الليل ويكتمل اغترابه يُريد أن يرحل عن هذا العالم
يُحاول أن ينام.
أمه،في قرية هجرها منذ شبابه، تُرتّق الآن ثوبا لأبيه لم تجد له الوقت طيلة اليوم... تذكره وتدعو له.
هو قد نام أسرع مما كان مُتوقعا.
أمّه كانت تُرتّق جُروح قلبه؟!
الغريب بقلم مريم محمد النوري بريك تونس
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
09 مايو
Rating:
ليست هناك تعليقات: