تجسيد....بقلم حسن العداي العراق





ولأنّي ليس لي المُمْكن
في الوصْلِ والوصول اليكِ
ولا أنتِ
أضطررتُ الى تجسيد
ما لا يُجسّدُ منك
ما ارغبهُ فيك
تحكمه غايات
لها مستقرّ وارتحال
بعد جهْدٍ جهيد
ومكابداتٍ كبرى
وطأتْها أقدامي حافيةً
مجتازةً مراتب
الجنون
الأنكسارات
 التيْه
العتمه
متسلّقاً
باصابعَ 
لاذتْ بها شقوقُ تربةٍ ظمأى
جداريّات الكشف ما يكشف الّا بها
فجسّدْتُ برْدكِ
 أراه أنتِ
فتأتين اليّ
الى هذا الضجيج الساخن
الساخن جداً
وتدخلين حضرتي
فأنقلب جالساً
جلوسَ ابراهيم في ناره
متمْتماً في كلمات
ثمرات
لا يمنحها النضج
الّا أنتِ

جسّدْتُ دفئكِ
أخفي ملامحه
مأخوذاً في الأرتماء فيه
وابلاغ شموليّتهِ الساكنة
متشرْنقاً بكِ
مسترْجعاً
الطفلَ الذي ما انفكُّ من ملاحقته
وما اوهنه
رفضُ ما استعرض
عليه من الصدور
الّا صدرك
المجرّد
دون
الماءِ والنار
والتّرْبِ والهواء

جسّدْتُ ظلّكِ
وإتّخذْته عصى
وأطفأتُ عينيّ
قابضاً عليه
 فأجعلكِ دون حضورك
تمسكين ذراعي الشمال
بذراعكِ اليمين
ذراع سوزان بريسو
وهي تقرأ
 على مسمع طه حسين
اشياءً من افلاطون
في مُثلهِ العليا

جسّدْتُ عطشكِ
فتلبّسْنا به
وركضنا معاً
جيئةً وذهاباً
سبعة أشواط
وأراكِ تقولين لي
" أراهُ سراباً "
وأقولُ لكِ
" إنّي أراهُ ماءً "
وبعد استرداد انفاسنا الهاربة
تقولين لي بسؤال هو حتميّ لكِ
" ماذا تراني ؟! "
أهتفُ بكِ
" أراكِ سراباً "
وتقولين لي
" اراكَ ما لا تراه أنت
أنظرْ إلى قدميك
ينزُّ من تحتها الماء
هو لا غير
زمزمك "

جسّدْتُ عطركِ
وقرأتُ لهُ أسرار صنع العطر الخالص
حاولت أجعلهُ عطراً كونيّاً
بهِ أجمع قارّات العالم السبع
في قرية واحدة
لا أكثر من واحدة
جاهدت في ذلك
اربعين ليلة
لا تنقص منها ليلة
في آخر تطوافي من حوله
لم افلح
ناشدت معلمي الغارق في شمسه
من حلّ اللغز
قال
" تكافؤ ذرّات جسد هذا العطر
لا تتآصر الّا بك
يجعل منك قرية...
في منأى عن جمع الأضداد "

أمّا كيف أعيشكِ 
كظلّي مثلاً
فذلك لا يتطلب منّي
سوى العودة الى ما توقفتُ عنه
أن أكون كما كنت
سيناريست... سابق
تلك المهنة التي تعاطيتها
بسرّانيّة مخصوصة لي
وفي لحظة شدّ عصبيّ
جاوز خطوطه الحمر
في زمن اللامبالاة الخانق
أضعت ما كتبت
 دونما يجرجرني القول
" وا أسفي..."

 سأبداء...
وأكتب
بما استطعت من قوّة
على ظهر قلب
نعم
على ظهر قلب فقط
قصصاً اقطّعها مشاهد
وصوراً مفتوحة دون أُطُر
واللقطات  قريبة جداً جداً
على الأعم الأغلب
وحورات لا تخلو من مناداة أسمك
حيث لا بدّ
 أن تتسيّدي الأحداث كلّها
وفي كل الأحوال الراكدة بالمنغصّات
لا يمنع ذلك
 في إسناد رأسي
الى حائط لا يمرّ به أحد
 او اسناده الى نافذة سيارة
استقلّها وسط ضجيج الشوارع
 الى محلّ إقامتي
من اكمال ما بدأت به معك
في زجّك لعب ادوار مختلفة
  تليق بك
أرتأيها كيفما أشاء
ليس هروبا منّي
انّما هو...
 الافلات منك... شبيه المستحيل
لرجل مثلي
يجسّد بطرق لائقة
حبّه
في القرن 21  !!!
تجسيد....بقلم حسن العداي العراق Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 22 مايو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.