صلصالي دويلات صغيرة بقلم مصطفى الحناني المغرب


أيُّها الجفاف
رفقا بصلصالي ،
فقد صار دويلات صغيرة
في جغرافيا جسد بلا هوية ، ولا تاريخ....
أيها السحاب
لماذا يعاند ماؤك الريح ..
ويعانق صدر الصبار ..
ولا يبكي ...؟
إذ ،
يدميه الشوك ،
والشوق في الحقول خبرة فلاح ...
أيها المدى
لماذا تفسح الجبال ممراتها للريح ،
وتهدي جداولها للماء .. عنوة ...؟
ما
الذي يجعل الجبال تنحني ،
وتراقص السحاب في ذكرى اقتناص البخار ...؟
وما
الذي يدفع كل هذه الأوجاع في ذاكرتي للتضامن فيما بينها .. ضدي ...!!
وضدي ، منعزل عني ..
وليس معي...؟
وكل هذا العسكر من حولي ..
سياج ...
لست حاكما ،
ولا أسيرا ..
ولا حتى ..
جاسوسا مزدوجا يا " كويلهو " ...
لتقص ،
عني حكاية من وحي خيالك ...
( كم كانت ، وما تزال تثيرني ازدواجية الاستخبار ...)
يغريني ..
صوت الساكسفون ،
حين يتغلب على الطبل في حفلات الولاءِ ........مْ
ويغريني
حاجب السلطان ،
عندما ..
يسكت الحضور ،
و يبعدهم عن الكاميرا بطرطقة إصبعين ...
يستفزني
" زيوس " حين ، يبتسم في ثغر "هيرا" ويغسل ،
في نهديها تعب المعارك ...
فتبدي هي ..
رضاها ،
مزيحة كل الخدم عن القصر ،
برفع كفها ، مبسوطة
كحكم دولي في كرة القدم ...
متجاهلة ..
كل النظرات
المستبدة
المحيطة
بسيف حبيبها في معارك الغرق
هيرا ...
يا إلهة الصخر
والرمل ،
الذي علا أكتاف سيزيف ..
ولم يسقط ...
يا عشتارنا المسروقة
في تخاريف المعتوهين والحمقى
وفي الحصى الراحل في سرير وديان
جائعة
تائهة
معربدة
تلعق ،
الشؤم ..
والبؤس ..
وبؤبؤ ، عينيها .. لا صورة واضحة فيه ،
غير هذا اللاشيء ...
أيها الشيء في اللاشيء ..
كالخبز
بين النار ، والحطب .. في فرن الطين ...
ما
الذي تحكيه العجينة للهب النار ...؟؟
كيف ،
يتلقف اللهب السؤال ..
ويتأبطه
" إنانكا "بشغف للقاء " ثاناتوس "، رب الموت اللطيف ...؟
تلقفنا الطوى
فهات ..
خبزك يا " جايا " العقيمة
لتحيا أجنحة " فلوبتاس "
وتطير ،
عصافير من أعشاش خمائل جسد الحرمان
ونغلق ، بوابات المنافي
مصوبين ..
الرصاص نحو رأس "تارتاروس "
الطويلة
ونخبر ، موج البحر
بأن ، صوت الملح في حلوق البجعات ،
عار ..
من الهواء .. ومن الأخبار ..
عن وطن ،
انسلخ جلده عن هيكل الأسطورة ...
يا ،
وجع المقامات في الحكي عنّا ...!
كيف ،
نبدد القروح ...؟
و كلّ .. هذه الندوب تدل علينا ...؟؟
وكيف ..
نغسل صوت الحشرجات على أسفلت موانئ ..
من كلس الجوع الأبدي ...؟!
ليبتسم ..
عيسى بن هشام ،
ونعيد ، له .. منصب الصوت فينا ...!
يا ...
صوت الله الغافي ...!
في وسائد الغيم المسافر ..
أمهلنا ...قليلا ،
من زمن روائح حطب الغابات
فنطهوَ ..
من سنابل العمر ، طعاما وفير اللذة
لأجساد قتلها الملح ...
وأفسدت ،
نكهتها .. أصوات غيرة الأنبياء ....
صلصالي دويلات صغيرة بقلم مصطفى الحناني المغرب Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 09 مايو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.