تَخِيبُ ظُنُونُ المَدِّ بقلم نجوى الدوزي خلف الله تونس
تَخِيبُ ظُنُونُ المَدِّ ، خَالَ عُتُوَّهُ
عَنِ الجُزُرِ المِغْنَاجِ يَوْمًا، سَيُثْنِينِي
فَلَوْ وَضَعُوا شَمْسًا بِيُمْنَى أَضَالِعِي
وَ بَدْرًا بِيُسْرَاهَا فَمَا ذَاكَ يُرْضِينِي
فَحُبُّكَ مَوْشُومٌ عَلَى جَبْهَةِ الوَرَى
نَمَا فِي تَجَاوِيفِ المُنَى قَبْلَ تَكْوِينِي
أنَا مَاءُ عِشْقٍ قَدْ تَعَطَّرَ طَيِّبًا
يُخَالِطُ مَاءُ الشِّعْرِ عِشْقَكَ فِي طِينِي ..
أخطّ تَبارِيحِي بِجَمرِ جَوَانِحِي ،
فَمَا خَطَّهُ العُشَّاقُ لَفْحُ دَواوِينِي ..
أَيَا حَادِيًا لِلبَيْنِ اُتْرُكْ أضَالِعي
فَإِنَّ هَسِيسًا مِنْ ضِيَاءٍ سَيَحْدُونِي
كَطِفْلٍ ،عَلَى أَوْرَاقِ رُؤْيَا لَأَرْسُمَنْ
تَقَاسِيمَ أحْلَامِي بِهَمْسٍ مِنَ النُّونِ ..
أقُدُّ جُيُوبَ الغَيْبِ مِنْ قُبُلٍ .. فَمِنْ
فَرَادِيسِ لُقْيانَا سَتَزْهُو بَسَاتِينِي
وَ أَرْتُقُ غَيْماتِ الحُضُورِ بِدَهْشَةٍ
تُخَاتِلُ أَسْرَارَ الغِيابِ بِتَخْمِينِ
سَأَخْطِفُ مِنْ خَدِّ اللَّظَى ثَغْرَ رَشْفَةٍ
فَهَيْتَ لِتُفَّاحٍ مِنَ النَّارِ يَرْوِينِي ..
سَتَطْرُقُ أَبوابِي و تُطْفِئُ لَهْفَتِي
وَ تَهْطِلُ غَيْمًا هَامِيًا فِي شَرَايِينِي
سَتَنْقُشُنِي وَشْمًا بِكَفِّ الرَّجَا ، و لَنْ
تُقَايِضَ أقْدَاحِي بِرِيحِ الطّوَاحِينِ ..
فَأَلْقِ قَمِيصًا كَيْ تَرُدَّ بَصَائِرِي ،
فَفَقْدُ شَمِيمٍ مِنْ شَذَا الوَرْدِ يُعْمِينِي
تَرَعْرَعْ كَزَيْتُونٍ بِأضْلَاعِ جَنّتِي
تَعَسَّلْ.. فَفِيمَ اللّهُ أَقْسَمَ بِالتِّينِ ؟
سَأَقْضِمُ تُفّاحَ الخَطايَا تَعَمُّدًا
لِتُصْلَى بِنَارِ الوَصْلِ ضَمًّا عَرَاجِينِي
فَفَيْءٌ جَحِيمٌ فِي لَمَاكَ وَ لَذَّةٌ
وَ لَيْسَتْ جِنَانُ الخُلْدِ إنْ غِبْتَ تَعْنِيني ..
فَقَطِّرْ رَحِيقَ العِطْرِ فِي يَاسَمِينَتِي
وَ إِلَّا سَتَرْثِينِي دُمُوعُ الرَّيَاحِينِ
فَمَا بِي جُنُونٌ فِي غِيَابِكَ قَاتِلِي
وَ يَقْضِي بِحَتْفِ الرُّوحِ شَرْعُ المَجَانِينِ
فَإِنْ أَغْفُ ، أَرْشُفْ مِنْ وِصَالٍ بِغَفْوَتِي
وَ أَقْطفْ مِنَ الرَّيْحَانِ ثَغْرَيْنِ فِي الحِينِ
وَ أَصْحُو.. فَأَهْذِي مِنْ حَنِينٍ إلَى اللَّمَى
فَدَائِي ضِفَافُ الشَّهْدِ .. وَهْيَ تُدَاوِينِي
وَ إنْ مُتُّ فِي رَشْفِ المُنَى دُونَ مُرْتَوى
أَلَا بَيْنَ أحْضَانٍ مِنَ الوَصْلِ سَجِّينِي...
تَخِيبُ ظُنُونُ المَدِّ بقلم نجوى الدوزي خلف الله تونس
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
16 يونيو
Rating:
ليست هناك تعليقات: