رقية وطنية في زمن الحرب بقلم رشيدة المراسي تونس


النصوص الهاربة من غبار الحرب
تمعن في الترميز و الإستجارة
باستعارات استثنائية
على مقاس لغة العرض والطلب
في زمن الأرض ـــــــــ جو
وعلى مقاس سلم ريختر
ومثاله
وعلى سبيل المثال
وليس الحصر
أن تحاذف شاعرة وليدها
برُقية وطنية عند حاجز
الأسلاك الشائكة
وهي تهرّبه
إلى خارج الوطن بامتنان
حتى لا يقضي نحبه شهيدا
بين أترابه
وبعد انتهاء موسم التشييع
تعود الشاعرة مرة أخرى
و بكامل قواها الشعرية
تندب حظ الوطن العاثر
في نصّ حماسيّ ثائر
يصفّق له الجمهور طويلا
من وراء حجاب
العصر الإفتراضي
ليمنحها لقب الأم المثالية
والشاعرة العظيمة
في حيّ الثكالى
كثيرة هي جرائم الحرب الإلكترونية
المعفية من التتبّع والمحاكمة
في عهد يعدّ عدّته
لقبول إجراءات صفعة القرن
تحت بند حق النّفاذ
إلى الأوطان المستباحة
وانتشار أسلحة التطهير العرقي
وعلى لوحة العروض الخرافية للمزاد
تنتشر ثقافة غسل الموتى
على خشبة المسرح العالمي الجديد
وإخراج سيناريو الصحراء الكبرى
من الخندق الشعري العملاق
هنا والآن
أهرب من نجاسة عالم السياسة
المغمّس برائحة البارود
ألوذ بزهرة متوحشة نبتت
منذ عهد الجدود
على رأس الجبل
أروي عطشها
علّها
تغيّر مجرى العطر
نحو السهل المنيع
أمدّ يدي لغابات
متفرّدة في العزلة
وقد آن موسم قطاف الصمت
في عصر الضجيج
..
رقية وطنية في زمن الحرب بقلم رشيدة المراسي تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 27 يونيو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.