لا تستطيع القدم أن تنطقَ بقلم عامر الطيب العراق


لا تستطيع القدم أن تنطقَ
ولو استطاعت لسمت نفسها
اليد السريعة
أو الكوكب الحزين في الرقص
أو جزارة الخشب و العناء و المسافات.
لا تستطيع القدم أن تقبّلَ
ولو استطاعت لمنحت نفسها
أصابع أقل
لاكتفت بإصبع واحدة أو باثنين
ولو فعلت ذلك
لكنا وقفنا منذ قرون طويلة
في مكان قديم
ولم نصلْ بهذه اللذة إلى الآن!
...
في أي مكان في العالم أعيش سأكتب لكِ رسالة
و أصف فيها الأشياء التي تحدث ذاتها
رسائل المحبين دائماً موجعة
و على العاشق أن يتحدثَ قليلاً
عن كونه بلا عمل
ولا يحب أن يقول شيئاً عن بلاده
كما لو أنها قطعة خشب
قطعة صغيرة
حشرت بفمهِ فقط !
...
إذا زرتكِ الآن ولم أجدك
فقد أزورك غداً
لكن الطريق قد لا يكون آمناً
حيث الشلالات
تفزع النظر
و المرأة التي تتسول جانباً
تود أن تشبهكِ.
سأزورك البارحة
و ننقل أشياء عن أهلنا
باليد و الحركات
اليد أسرع في النطق
فعندما أشير باصبعي أشبع من العالم
حيث البداية تزدهر دائماً
و الجنة موجودة في الماضي !
...
صرنا قصار القامة لأننا نكذب
أو نخاف من أن نعيش حياة طويلة
يصعب فيها الحديث
عن امرأة بطريقة أخرى
طريقة اعتبارها جزيرة نائية
أو دمعة تتقطع
أو دقيقة عالية في موال..
صرنا قصار القامة
لأن ما حدث الآن لا يشبه ما حدث سابقاً
ومن أجل ذلك يتوجب أن نكذب
حتى على حبيباتنا
نقول لهنّ :
أننا لا نستطيع أن نبني بيوتاً
قاصدين أن نقول :
بامكاننا أن نفعلها في الشارع
أو نقول:
نفضل أن نشرب الشاي ساخناً بمهل
قاصدين أن نقول:
القبلة السريعة تهدئ الاعصاب فقط
أو نختم الرسالة
بكلمتين صغيرتين:
إلى اللقاء
راغبين أن ننقل بهجة ميتة مثل هذه:
إلى أن يغير اللغويون اسم الحربِ
و نموت عاريين في الحمام!
...
أطول الكلمات التي اخترعها البشر :-
هي
هذه
أنا
أنت
وحدنا من أجل لا شيء
هو
هذا
حيث أراد البشر أن يختاروا لغةً
لوصف الأشياء
ولم يجدوا كلمات أقصر !
...
منذ أن عرفتك وأنا حائر ماذا أسمي
خوفكِ من أن ننام معاً في غرفة صغيرة،
مظلمة و ضيقة
و قريبة من سكة قطار متروك
يمكننا أن نفعل شيئاً
و نسافر
السكة عمياء
لا يصح أن يمر قطار من هنا
يدهسنا أو يرثي حالتنا.
منذ أن عرفتك و أنا لا أستطيع
أن أحبك كما يحب طفل دميته
يشق بطنها
و يعلقها في مكان ما
ثم يعود لاحقاً
و يضربها لكي تضحك !
...
الوقت سريع
ستنجو ذاكرتي من الحفاظ على مشهد ما
البشر يركضون
مما يجعلني أحدسُ
بةن الارض تحترق لتدور مثل محرك
سيارة
أو مثل يد تصبح حارة
عندما نفركها
يدي الآن أكثر حرارة
مما سبق
كجسد هائج
أريد أن أحبك بسرعة،
أموت قريباً من عطشي الأخير ،
لا تعطني كوب ماء في مثل الوقت
أنني أنتمي للسرعة ذاتها
و أود أن أشرب ماءً يجري !

لا تستطيع القدم أن تنطقَ بقلم عامر الطيب العراق Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 13 يونيو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.