رسالة من الفرح.....زكريا شيخ أحمد / سوريا





و لا مرة تعمد الفرح و طرق بابي
حتى في المرات القليلة جدا التي أخطأ فيها و طرق بابي
لم تتسنى لي رؤيته بشكل واضح ،
افتح الباب اراه واقفا
يسألني عن شخص أجهل اسمه
أجيبه أني لا أعرفه فيغادر مباشرة
و لا مرة تمكنت من استدراجه
ليقف قليلا و يدردش معي
أو يتفضل بالدخول أو حتى لينظر في عيني .

مرة قلت له أن الشخص الذي تبحث عنه هو أنا
فأخرج سجلا من حقيبته و تظاهر بتصفحه ،
بعد دقيقة أدار ظهره و غادر دون أن ينطق بكلمة ،
منذ تلك المرة لم يعد يطرق بابي حتى خطأ .
تلك الدقيقة كانت أسعد دقيقة في حياتي
رغم انه غادر حتى دون أن يبتسم .

شعرت يندم شديد و أنبني ضميري لأني كذبت على الفرح
فكتبت له رسالة اعتذار  ، متمنيا فيها منه
منحي عذرا محلا أو مخففا
و ان  يأتي لزيارتي كالسابق و لو خطأ ، وعدته ألا أكذب عليه ثانية .
وضعت الرسالة في ظرف ، كتبت عليه  اسمي و عنواني
و أودعتها صندوق الرسائل .
عدت للبيت تفقدت صندوقي البريدي كما افعل كل مرة
فعثرت على رسالة ، ذهلت حين وقع ناظري على اسم المرسل
إنه الفرح نعم رسالة من الفرح يا إلهي ،
مزقت الظرف على عجل ،
رأيت فيه قصاصة صغيرة ندية :

أيها الرجل المكدس بحطام الطفولة و الشباب ،
انا حزين جدا لأجلك ، اكتب لك و انا أبكي ،
 إن دموعي تأكل حروفي ،
اتمنى ان تسامحني لأني لا استطيع إزالة هذا الحطام المتكلس في باطنك ابدا ،
و اود إعلامك اني في كل مرة أراك تهاجمني موجة كآبة تودي بحياتي .
سأنهي رسالتي الآن ،
سامحني لن ازورك ابدا .
رسالة من الفرح.....زكريا شيخ أحمد / سوريا Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 28 يونيو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.