الرّجل السّكّير ....بقلم هيثم الأمين / تونس
الرّجل السّكّير
ــــــــــــــــــــــ
الذئب الذي
عاش في الحكاية،
قبل أن يتكوّر نهد ذات الرّداء الأحمر
و قبل أنْ
يحتلم يوسف في قلب زليخة،
كان
أخي!!
قبل الحكاية،
لم نكن ذئبينْ
بل كنّا فردتَيْ حذاء لرجل سكّيرْ
يعود،
كلّ ليلة،
معانقا وحدته
إلى قبر أمّه؛
يضع رأسه عند شاهدة قبرها
و ينام،
باكيا،
حين لا تستيقظ لتؤنّبه
لأنّه مازال يسكر
و مازال لم يحفر جياعا جددا على جذع شجرة العائلة!!!
في الليلة الأخيرة،
عادْ
يعانق دمعه
و قبل أن يصل إلى قبر أمّه
اعترض طريق ثلاثتنا قبر أبيه
و لأنّه ضحك منه كثيرا
رماه بنا!!!
ليلتها،
صار الرّجل السّكّير
قبرا، دون شاهدة، يضحك كثيرا
و صار أخي ذئبا؛
أخي
ذهب للعيش في الحكاية
ليعيد حكاية الرّجل السّكّير
أمّا أنا
فوُلدتُ نبيّا
و علامة نبوّتي شامة خلف أذني اليمنى!
شامة،
لا تشبه الخاتم في شيء،
تقول أمّي أنّها قطعة شكولاتة
و أبي
يؤكّد بها أنّني لست توأمي الذي ماتْ
و أنّني لستُ من حمل اسم جدّي!
ولدتُ نبيّا
يرتّل الجوع باكيا
و يبشٍّر أصابعه بالشّعر
و يعدهم، فيه، بما يشتهون من القصائدْ
و ينبّئكمْ
بخبر الرّجل السّكّيرْ...
الرّجل السّكّير ....بقلم هيثم الأمين / تونس
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
14 يونيو
Rating:
ليست هناك تعليقات: