عرفت ..بقلم فوزية اوزدمير/ سوريا و قراءة النص بقلم : إبراهيم رياض مصر
عرفت أن هذا
مالا ينبغي أن يقرأ لمحتضر ..
أنا مرهقة الآن وأشعر بالتعب
لأني كلما حاولت التحدث عني ..
تصيبني الحموضة في فمي
لئلا تتفطر روحي كآنية بيد الخزاف
حادة تجرح الخيال ،
ويغدو الموت في مفصل اللذة الهشة كفن لصورتي
ليس من الموتى الذين يسكونني
مع كونشرتو شوبان للبيانو
إن وجودي كله محض بارق من النور
عابر بين أبديتين من عتمة
اليوم سرح نظري بين أعمدة السماء التي بلا عمد
أن لا سماء صافية من الغيوم
سجلت ذاتها في خانة وجود
ظل تلك السحابة ..
وزهرة عباد الشمس
التي ابتسمت لي بكل حباتها السوداء التي تحملها
ذات يوم ..
تحيلني إلى خزين من الأنين واللوعة
أنا التي يسودها الصمت حين تخطر في مخيلتها
مثل كل شيء جميل في الكون ،
وتصرخ بوجعها الكتوم حين تلقي ظلك على وسادتها
ملء عشرة قرون ضوئية
عشرة قرون كاملة أو يزيد
أنك فرائض طقوس عبادتي الليلية
يولد من أناملي
تجاوز كل اللغات
وربما حتى طريقة برايل نفسها
شيء لا يمكن ترجمته
لأن الذي أشعرني بالثراء كان أعمى
ولكنه تعلم كيف يقرأ جسدي بمهارة
يجسني كما يجس الطفل الرضيع
ثدي أمه قبل أن يلتقمه ..
ويتضمن بين دفتي سماء صافية بلا غيوم
ياملاكي ذو الخصل الشقراء
أعتقد أنني سأحب العودة إليك مرة أخرى
أو ربما ..
إني حذرة في حركاتي ..
كي لا أكسرك ما دمت من داخلي
تقرعني
لا أدري إن كان كتابي هذا هو الأوديسة تسري في رسائل .. ?
ولا أدري أن وصلت لك .. ?
أن رأسي يتحدث بالعقل ..
وقلبي يتحدث بالعاطفة ..
وأذني تتحدث بالحب
كأني ملتفة داخل أخطبوط العباءة
كم ساحرة هذه الأفكار التي تسجلها الآلة وأنا أضرب الأحرف على مفاتيح الكيبورد
والتي يسمونها في نهاية المطاف
" النص الأدبي "
أليس كذلك .. ?
قراءة بقلم ابراهيم رياض :
يا إالهي على الجمال ... منذ أول وقوع نظري على أول كلمة وحتى آخر الأعجوبة النصية لم أتوقف ولو للحظة واحدة .... أعيش داخل القصيدة بالتأمل تارة والشرود ما وراء الكلمة والإيحاء تارة أخرى ولكن يلفني هذا السحر العظيم ويدفعني الحنين دفعا لبلوغ الإرتقاء المبتغى مع عظيم نبض ورائع يقظة وإيقاع دافع وإحساس مهيب ...
لأن الذي أشعرني بالثراء كان أعمى
ولكنه تعلم كيف يقرأ جسدي بمهارة
يجسني كما يجس الطفل الرضيع
ثدي أمه قبل أن يلتقمه ..
ويتضمن بين دفتي سماء صافية بلا غيوم
ياملاكي ذو الخصل الشقراء
أعتقد أنني سأحب العودة إليك مرة أخرى
أو ربما ..
إني حذرة في حركاتي ..
كي لا أكسرك ما دمت من داخلي
عندما وصلت سيدتي لهذا الجزء من النص هالني بهاء عظيم .... هذا المقطع وشهادة مني من أجمل وأروع ما قرأت ومن أبدع ما أحسسته من تجسيد لباطن الشعور الرهييييييييييييييييييب ...
أقسم لك سيدتي الأديبة الغالية العظيم عظيمة الثراء الثقافي بأنني أكاد أن أكون أمام نص للشاعر اليوناني العظيم ( هوميروس ) حتى تفاجأت بذكرك لرائعته ( الأوديسة ) فصدق حدسي وهدأت ذاتي وأطماننت على صدق إحساسي .... هذا مقتطف الجمال العظيم ... أهم ما يميزك سيدتي البديعة المبدعة في كل نصوصك العظيمة الرائعة هو هذا البذخ العظيم في تجسيد الفكرة الأم ... البحث عن ذروة النص وكينونة القصة ... وهنا في هذا النص كان بيت القصيد ... البحث عن الذات والتماهي مع المعشوق حد التلاشي .... عظيمة أنت ... ساحرة انت ... فيلسوفة أنت ... مبدعة أنت ... رااااااااااااائعة أنت .
عرفت أن هذا
مالا ينبغي أن يقرأ لمحتضر ..
أنا مرهقة الآن وأشعر بالتعب
لأني كلما حاولت التحدث عني ..
تصيبني الحموضة في فمي
لئلا تتفطر روحي كآنية بيد الخزاف
حادة تجرح الخيال ،
كان هذا مفتتح البهاء والولوج لجوهر الحالة ... تجسيد شديد للحزن للذات الواجدة ( الفاهمة ) ... كثيرا ما يفسد الإدراك الصحيح لذة الوجد ... غنه التضاد بين فكرة المعقول واللامعقول .. بين حالة اليقظة والهذيان ... وما العشق سيدتي سوى هذيان بديع .
ويغدو الموت في مفصل اللذة الهشة كفن لصورتي
ليس من الموتى الذين يسكونني
مع كونشرتو شوبان للبيانو
إن وجودي كله محض بارق من النور
عابر بين أبديتين من عتمة
إستدعاء عظيم لحالتي من الترميز الجميل ... ( شوبان ) وعظيم الرومانسية وتفرد الحالة في التعبير والعزف ... ( البيانو ) معادل موضوعي غاية التأويل للبعد ( المادي ) عند الحبيبة .... ثم توصيف رحلة الحياة بين عتمتين طرح من خيال لمبدعة كبيرة .
اليوم سرح نظري بين أعمدة السماء التي بلا عمد
أن لا سماء صافية من الغيوم
سجلت ذاتها في خانة وجود
ظل تلك السحابة ..
وزهرة عباد الشمس
التي ابتسمت لي بكل حباتها السوداء التي تحملها
ذات يوم ..
تحيلني إلى خزين من الأنين واللوعة
أنا التي يسودها الصمت حين تخطر في مخيلتها
مثل كل شيء جميل في الكون ،
وتصرخ بوجعها الكتوم حين تلقي ظلك على وسادتها
هكذا يكون السحر في الطرح التباين بين اللفظ والخيال ... بين أعمدة ترى بالخيال دون الوجود ... بين الوجود والعدم ... ثم هذا الطرح البديع لزهرة عباد الشمس كمن يستدعي الحالة الأخرى من العشق اللامحدود عند ( فان خوخ ) التشكيلي البديع .
أنا التي يسودها الصمت حين تخطر في مخيلتها
مثل كل شيء جميل في الكون ،
وتصرخ بوجعها الكتوم حين تلقي ظلك على وسادتها
ملء عشرة قرون ضوئية
عشرة قرون كاملة أو يزيد
أنك فرائض طقوس عبادتي الليلية
يولد من أناملي
تجاوز كل اللغات
وربما حتى طريقة برايل نفسها
شيء لا يمكن ترجمته
إنها الأبدية والأزلية في العشق مع إستحالة النسيان والفراق ... حالة من الملازمة الفريدة .... عبادة وولادة ... تعبير بالصراخ والصمت في آن ... توثيق للأزمنة كمن يوثق للحب وولادته مع بعث الإنسان في بداية التكوين .. خيااااااااال بديع أيتها الرائعة .
تقرعني
لا أدري إن كان كتابي هذا هو الأوديسة تسري في رسائل .. ?
ولا أدري أن وصلت لك .. ?
أن رأسي يتحدث بالعقل ..
وقلبي يتحدث بالعاطفة ..
وأذني تتحدث بالحب
كأني ملتفة داخل أخطبوط العباءة
كم ساحرة هذه الأفكار التي تسجلها الآلة وأنا أضرب الأحرف على مفاتيح الكيبورد
والتي يسمونها في نهاية المطاف
" النص الأدبي "
مختتم البهاء ... رسالات متعددة واستفسارات متنوعة ومخاطبة العقل قبل القلب لعظم الإدراك ... كان الترميز حاضرا أيضا بليغا وبقوة ( الأفكار التي تسجلها الآلة وأنا أضرب الأحرف على مفاتيح الكيبورد ) إنها لغة العصر بما تحمله من إحساس شديد الخصوصية للذات الشاعرة في تسجيل الحدث خشية النسيان والتبليغ وصدق التوصيف ( النص الأدبي ) .. إنه الإنتباه ولغة العقل المباشرة ... تحطيم للقاعدة وكسر الإيهام كما في مدرسة ( بريخت ) المسرحي الألماني العظيم .
نص عظيم البناء رائع التكوين بديع الطرح .... كم أنت مبدعة كبيرة الأستاذة ( فوزية أوزدمير ) المحترمة ... أرق تحياتي وعظيم تقديري وصادق مودتي .
عرفت ..بقلم فوزية اوزدمير/ سوريا و قراءة النص بقلم : إبراهيم رياض مصر
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
03 يناير
Rating:

ليست هناك تعليقات: