اتّهام.. بقلم يسر بن جمعة تونس
أوّلا: أريد أن أقدّم نفسي
أنا امرأة، متّهمة
باحتلال السّماء
وقتل حراس الإله
وحرق جثث الأنبياء
ومتّهمة أيضا
بتجاوز القوانين
واغتيال السلاطين
وحجز رجال الدين
وأتباع الكنيسة والفقهاء
ومتّهمة خاصة
باللعب مع الأطفال
في حدائق رجال الأعمال
وفي بلاط الأمراء
ثانيا: أريد أن أتراجع قليلا
وأصحّح بعض الأخطاء
أنا في الحقيقة
لم أكن أريد
خرق القانون
ولا الاعتداء على أتباع السماء
وإنّما أردت فقط
قليلا من الخبز للجائعين
وبعض الأوطان للتائهين
وبعض النبيذ للمبدعين
وحنجرة للمضربين عن الغناء
وأردت خاصة
قليلا من الحرية للرجال
وقيدا جديدا للنساء
ثالثا: أريد أن أقول شيئين
لتلك التي تقبع هناك
خارج الزّمان والمكان
تلك التي لم أحبّ قبلها إنسان
حذار من لومي ومن عتابي
حين يتوه بك الزمان
حين تكبرين يا صغيرتي
ستعرفين أني أحبك كثيرا
ولكن كان يجب أن أسكب الماء
على جميع النيران
وان أمزّق بطاقة اللّجوء
وأن أعود للأوطان
حين تكبرين يا صغيرتي
ستغفرين لي جرأتي على نسيانك
وحين تعشقين البحر
ستعرفين كم هو رائع
أن نسبح بدون ثياب
وأن نطلق لجنوننا العنان
وإذا رأيتك صدفة
أو مررت أمام باب منزلي
لا تنظرى إليّ من راء الجدار
فلكل منّا لو تدرين
لحظات انهيار
ولكل منّا يا حبيبتي
سنوات دمار
فابقي هناك
يا أجمل أطفال بلادي
ودعيني
فلقد اخترت أن أبقى
في حالة فرار
رابعا: أريد أن أقول أني عاشقة
هكذا
دون تعقيدات
ودون أن أبحث في القواميس
عن الجديد من المفردات
خامسا: أريد أن أقول لك شيئا
بل سأصمت
فأنت تعرف جيّدا
كيف يصبح صمتي معك
لغات
وتعرف جيّدا
كيف استطعت أن تخرج جميع الأمم
في داخلي
من عصر الظلمات
وكيف استطعت
أن تجعلني أحبك
رغما عن دستور بلادي
وعن قانون العقوبات
وتعرف جيّدا أني حين أحبّك
يصير المسجد حانة
ويصبح الجنون راية
وتصير الحياة حياة
وأني حين أحبّك
تنقلب كلّ المعادلات ...
أنا امرأة، متّهمة
باحتلال السّماء
وقتل حراس الإله
وحرق جثث الأنبياء
ومتّهمة أيضا
بتجاوز القوانين
واغتيال السلاطين
وحجز رجال الدين
وأتباع الكنيسة والفقهاء
ومتّهمة خاصة
باللعب مع الأطفال
في حدائق رجال الأعمال
وفي بلاط الأمراء
ثانيا: أريد أن أتراجع قليلا
وأصحّح بعض الأخطاء
أنا في الحقيقة
لم أكن أريد
خرق القانون
ولا الاعتداء على أتباع السماء
وإنّما أردت فقط
قليلا من الخبز للجائعين
وبعض الأوطان للتائهين
وبعض النبيذ للمبدعين
وحنجرة للمضربين عن الغناء
وأردت خاصة
قليلا من الحرية للرجال
وقيدا جديدا للنساء
ثالثا: أريد أن أقول شيئين
لتلك التي تقبع هناك
خارج الزّمان والمكان
تلك التي لم أحبّ قبلها إنسان
حذار من لومي ومن عتابي
حين يتوه بك الزمان
حين تكبرين يا صغيرتي
ستعرفين أني أحبك كثيرا
ولكن كان يجب أن أسكب الماء
على جميع النيران
وان أمزّق بطاقة اللّجوء
وأن أعود للأوطان
حين تكبرين يا صغيرتي
ستغفرين لي جرأتي على نسيانك
وحين تعشقين البحر
ستعرفين كم هو رائع
أن نسبح بدون ثياب
وأن نطلق لجنوننا العنان
وإذا رأيتك صدفة
أو مررت أمام باب منزلي
لا تنظرى إليّ من راء الجدار
فلكل منّا لو تدرين
لحظات انهيار
ولكل منّا يا حبيبتي
سنوات دمار
فابقي هناك
يا أجمل أطفال بلادي
ودعيني
فلقد اخترت أن أبقى
في حالة فرار
رابعا: أريد أن أقول أني عاشقة
هكذا
دون تعقيدات
ودون أن أبحث في القواميس
عن الجديد من المفردات
خامسا: أريد أن أقول لك شيئا
بل سأصمت
فأنت تعرف جيّدا
كيف يصبح صمتي معك
لغات
وتعرف جيّدا
كيف استطعت أن تخرج جميع الأمم
في داخلي
من عصر الظلمات
وكيف استطعت
أن تجعلني أحبك
رغما عن دستور بلادي
وعن قانون العقوبات
وتعرف جيّدا أني حين أحبّك
يصير المسجد حانة
ويصبح الجنون راية
وتصير الحياة حياة
وأني حين أحبّك
تنقلب كلّ المعادلات ...
اتّهام.. بقلم يسر بن جمعة تونس
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
06 يوليو
Rating:
ليست هناك تعليقات: