هناك لا شيء يدل عليك بقلم مصطفى الحناني المغرب

هناك لا شيء يدل عليك
تهزمك الكآبة لتصبح أشد مرادفاتها فتكا
تصيرك مدية في دكانة حداد
والخرفان في الحظيرة تثغوا
لا أحد يعرف أهو ثغاء فرح
أم ثغاء سخط على دم سيراق

هنا مبتدأ العلة
يكسر عود أخبار النواسخ
يشكك في ألف باء لغة لا سند منطقي لها
يعيد تحنيطها كالوجع
هنا أنت ككذبة كبرت كما يكبر جبل الوطنية في الجليل

وهناك امرأة عارية تنظر إليك خلف ستارة مبهمة
تضيق الخناق على ثوب الأمكنة
وتبقي الزمن في عنق القارورة يئن

هناك بين ممرين وسقف واحد أنثى
تصرخ عموديا
كي لا تشتد في الأفق الحرائق
تريد التلويح لك ولا تريد
تضرب الكف بالكف وتكف عن مناداتك باسمك :
يا المصطفى ...
لا يهمها إن انزعجت من ظهور وجهها
في منشور سخيف على الفيس بوق
ولا حتى من قصيدة تأتيها عرجاء
كقبرة عضها يربوع
تطلب غفوة في حضرة سدرة مدججة بشتى أنواع السموم

تتأبط بيتها الشعري
وتحل ضيفة على نواياها
تعد لها مائدة بما يليق بتأبينها
ولا تسمح لمسامها بالندى

المرأة التي تمتعض منك كل حين
تحكم نظريا إغلاق مفاتن حدسها
ويفضح ترتيباتها مفتاح الأولويات
وقت يبلغه الشهيق رقيقا
كارتعاشة وتر في الصدى

حين تمر في اخضرار التكنولوجيا
تحمر سمرة وجهك أنت
وتخنقك حبال الاحتمالات
كفئران لا تعرف بعضها
التقت صدفة وسط حريق

بالأمس فقط فتحت دولاب أوجاعك
فتملكتك حيرة السؤال الغريبة :
من أي الخسارات سأبدأ الآن أنا
لطي كل ذي القمصان و هذا الألم
ألم لي فيه بذلة متهالكة
كنهد عجوز
ماتزال تضع فيه أغراضها الحميمية جدا
فقط
لأنها انتبهت إن جارها العجوز رمى سهمه فيه

قبل عشرين عام
ضيعت أنثى حروف اسمها في طريقها إلي
كانت تظن إنها ستنجو من صفعة العشق الصاعقة

أو

إن للشفاعة مهزوز عذرها :
انتظرني .. انتظرني .. أرجوك
لأعيد ترتيب حروف اسمي إليك
هكذا قالت وجلست على ركبتيا وحيدة
وهي تنظر للوحة تشوير تقول :
" الطريق إليه مقطوعة بسبب الصيانة
نشكركم على تفهمكم وتحمل عناء المجيء ..."