خربشاتٌ في جسد القصيدة / أنْ تكونَ وحدَكَ..بقلم ميشال سعادة / لبنان
خربشاتٌ في جسد القصيدة
أنْ تكونَ وحدَكَ
46
يا حطّاب !
ملاعبُ الحَشِيشِ لكَ
ولكَ زَهرَةُ العُمْرِ
تَحَوُّلاتُ الفُصُولِ
ودورةُ الأيّام ..
لكَ التُّرابُ
مسّحْتَ بهِ يديْكَ
وبهِ مرَّغتَ الجبين
جميعُنا
من ترابٍ الى ترابٍ
يا حطّاب !
أَنْ تكونَ وحدَكَ
يهبِطُ عليكَ طائرُ الشَّوْقِ
تناجيكَ الأفكارُ
تداعبُكَ أمواجُ المعاني
تأتيكَ الخواطرُ تقرعُ
بابَكَ اللّيليَّ
كأنّ الحلمَ حقيقةٌ
والسَّرابَ
بحرٌ نسيَ ذاتَهُ
عِنْدَ أقدامِ المجدليَّة !
47
يا حطَّابُ !
كأنّ نوافذَ بيتِكَ دائمًا
مفتوحةٌ
للرّيحِ
للعاصفةِ ..
كأنَّ الحبرَ دمُ الكلماتِ
والوجعَ سبيلٌ الى حبيبةٍ
تأتيكَ على صهوةِ المعاني ..
يا حطّاب !
حروفُنا مائيَّةٌ تكتبُ
على وَرقِ الصَّفصافِ
ألوانَ السَّماءِ !..
أُكْتُبْ يا حطّابُ –
فعلُ النّدامةِ ديمومةٌ …
صيغةُ الأمرِ هباءٌ مُباحٌ .
زمنُ الصورة والصّوتِ الى زوال
فعلُ الكتابةِ إيمانٌ
على صفحةِ السُّؤال
ألكتابةُ مهرجانُ الخيال
ألكتابةُ نورٌ يُبدِّدُ عَتَمَاتِ اللغةِ
أللُّغةُ وردةُ الصَّلصَال .
أُكتُبْ –
كأنَّ اللُّغةَ مكتوبةٌ
قَبْلَ الكتابةِ
والإجابةَ
وقَبْلَ السُّؤال ..
أكتبْ –
نؤمنُ
بكَ
أيُّها
الإنسان ..
(يتبع)
ميشال سعادة
خربشاتٌ في جسد القصيدة / أنْ تكونَ وحدَكَ..بقلم ميشال سعادة / لبنان
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
28 أغسطس
Rating:

ليست هناك تعليقات: