الحزن حيوان أليف... بقلم زكية المرموق المغرب





على رمش المتوسط
أبراج الحمام تلوح 
للعابرين
والنخل يعيد للأرض
دمها
فتخضر كأعراس النعناع
خدودها...
دمياط منديل أبيض
يخفق على الأزرق
تفك ضفيرتها النوارس
كعروس يزفها الموج
في أفق لا ينتهي...
الصيادون سيقان الماء
يحرسون أكواخ الطين
من الموت
السفن وسائد عائمة
والخيال سرير...
البعيد لازال يهدهد عصافير 
أحلامنا
على مركب سكران
لكن الضفاف وهم
والفنار بدون حارس
أيها المغدور في عتمة
الحديقة
أكبر من طارق الليل هذا
الجلاد...
الطريق خنجر 
أو حبيبة
وأزهار الشر تهمة لغوية
فلمن تشير الريح
وهي شهقة عاشقة أندلسية
منشغلة بتلقين أعشاشها
آية الانتظار
على شط العرب
لكن الحزن لايقاس بعدد التجاعيد
ولا بعدد علب الفاليوم
الحزن حيوان أليف
يعرف من أين تؤكل الحياة
الحزن جريمة كاملة
والغياب ضلالة
حينما يأكل قدميه...
تقول امرأة تحولت إلى صخرة على الشاطئ
حينما أكل عينيها الوداع:
المبتدأ هاهنا
فأين تاه الخبر؟
الذئاب تعوي من كل جانب
أيتها الغابة
الفوانيس إبر
لايد للبحر كي أحتمي من الغرق
لكن القصائد حبال...
يقولون:
اليد الواحدة لاتصفق
لكني رأيتها وهي تطعنني من الخلف
رأيتها وهي تغادرني حينما تهت عن الأثر
لكني رأيتها أيضا وهي تسحبني من القبر
ورأيت يدي وهي تتحول إلى طائرة ورقية
حينما وطأت أرض الشعر.

الحزن حيوان أليف... بقلم زكية المرموق المغرب Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 28 أغسطس Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.