لَمَّا ينْفَجِرُ صَوْتي بقلم محمد خلاد المغرب


صَوْتٌ عالِقٌ في داخِلي
يخنقني أزْفِر مرَّات
لايخرج غير لُهَاث
أُصْغي إليه يجرُّ أوتارَ حُنجرتي
غيْر َمُكترثٍ باختناقي
في اللَّيل يصِير شوْكة
مُنغرزةً في حلْقي
أصنعُ له نَايًا من القَصَبِ البرِّي
عَلَّه ينسَلُّ مع دَفْقَة هواء
أنفخُ بكلِّ أنفاسِي
فيَغُور الصَّوْتُ في أعْمَاقي
أشرب جُعَّةً باردة ونبيذا
فقد يسكر ويتركني
لكنَّه يُطِلُّ مُترنِّحاً بيْن شفَتِي
يرْقص مُعربِدا
وعِند الفجرِ يُوقِظني بشخِيره
السماء تصرُخ بالدم والنَّار
أنضم إلى الثوار
أسير معهم في المواكب
أردِّد بدون صوْت أناشيدَهم
على كتِفِي شَتْلَةَ سنابِل
أتوغَّل في الأدغال
أصعَد منعرجاتِ الجبال
لكنِّي لا أنْتصِر في حَرْبِي
فتنحَلُّ عقدةُ لساني
ولا ألْتقِي جُنديّا من أعدائي
يَجُثُّ حُنجرَتي
فأتخَلَّص مِن صَوْتي
لما أيأسُ من تيْهي
أخبِّئُ سِرِّي تحت حَصْوة
وأتمدَّد مثل مُقاتِلٍ جريح
على بَسْطةِ عُشْب غَدِير
بين يقْظة وغَفْوَة
أرى قَرويَّةً على رأْسِها جَرّة
تَرْوِيني ماء عذْبا
تنْزَعُ من حَلْقِي شوْكة
وتزْرَعُ ورْدَة
فرِحا أنْهَض من رُقَادي
في آخرِ النهار
أسمعُ خريرًا في شرايِيني
أفتح فمِي المُبْتَلّ
فينفجِر صوْتي كنَبْعٍ هادر
وتطِير عصافيرُ ساحرة
لم أسمعْ لغنائِها مَثِيل
لَمَّا ينْفَجِرُ صَوْتي بقلم محمد خلاد المغرب Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 02 أغسطس Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.