مُكتفية بنفسي بقلم فوزية اوزدمير سوريا



لو كان بإمكاني أن أخبرك 
لقلت لك :
لقد غاص الزئبق في فم النهار المحتضر 
ولقلت لك :
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا 
ولقلت لك :
أخلع حذائي على الباب
تيمماً وصلاة استخارة
أبدو أنيقة وأنفاسي عطرة 
وشعري على ما يرام 
ابتسمت كنعجة تنظر إلى الأسفل
القناع مُعلّق بمطّاط 
ومشدود خلف أذنيّ 
أستعيد بعض أنفاسي المحمومة 
أتلمظ ببقايا حلوى حشرت بين أسناني
تطير ذراتها لحظة الاضطراب 
وإقامة الصلاة 
أستعيد بأثرٍ رجعي 
الرجل الذي زرع نطفتي دون قصد 
هو يشبه أيّ شخص 
وبسبب هذا أعدت أمّي إلى الأرض الخراب ، لأنّي أحبّها 
ولقلت لك :
أنا هادئة أنا هادئة 
صبغت شعري ليلة الأمس 
لأنّني محتالة 
لقلت لك :
استلقيت على ظهري ذات ليلة على سطح بيتنا أعد النجوم ،
وأخطئ غير مبالية بالثآليل التي تطلع في يديّ وتنطفئ 
لأنّني عنيدة 
أقشر بصمات أصابعي 
هكذا طويلاً وبلا ملّل 
ولقلت لك :
أخاف العتمة والسائل الغائم الذي ينزّ من بين شفتيّ 
ثمرة الخوخ الخريفيّة 
لا يهمها كم نظرة جنسيّة ما بعد حداثيّة .. ؟
يمكن رؤيتها مُعلّقة على ورك غصن ربيعي
ولسوء الحظّ صرت أنا السائل وثمرة الخوخ 
لنظارة رجل متوسط الذكاء 
ولقلت لك :
لا يوجدفراغ بداخلي 
هناك فقط مكان للاختباء
وغرفة أماميّة وغرفة انتظار 
ولقلت لك :
ثمّة دائماً صوت تأمليّ 
بحّة مجروحة راغبة في إحداث ألم ما 
وعلى رغم هذا 
أنا هكذا مُكتفية بنفسي .. !!!!!!!
مُكتفية بنفسي بقلم فوزية اوزدمير سوريا Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 05 أغسطس Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.