الأعمى بقلم صابر محمد تونس



يوم مولدي لم يكن حدثا سعيدا للعائلة
لم يطلق أبي من بندقية الجد أعيرة العادة
و لم تسمع زغرودة واحدة حتى ..
اذ ولدت أعمى
لما بلغت السادسة
اجتمع أبي باخوتي الأربعة و أسند لكل واحد منهم دورا :
في الصباح يقودني " س " الى المدرسة
و يعود بي " ج " منتصف النهار
ثم يقودني " أ " الى حصة المساء
و يعود بي " م " الى البيت
و هكذا
استمر الحال على أحسن ما يرام تحت تهديدات أبي بالضرب اذا تقاعص أحد عن أداء دوره
في سن الثامنة عشر
طردت من المدرسة جراء رسوبي المتكرر
فاجتمع أبي باخوتي و أسند ، كالعادة ، لكل منهم دوره الجديد :
في الصباح يقودني " س " الى المقهى
و يعود بي " ج " منتصف النهار
" أ " يتنزه بي في المساء
و " م " يقودني الى المستشفى كلما تطلب الأمر
و هكذا ..
أما الآن و قد مات أبي
صار أبعد مكان أذهب إليه ، الخيال
حيث يتسنى لي أن ألعب كرة القدم
و أحب أيضا ..
الأعمى بقلم صابر محمد تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 05 أغسطس Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.