يدي تدحرج الأشياء ....بقلم صدام الزيدي/ اليمن



فرشاة الأسنان التي أكسرها بين فترة وأخرى
بينما أنظف أسناني
ليس لها من مشكلة
إنما هي يدي
يدي التي ما مرت على شيء إلا حطمته
وما ذهبت إلى مكان إلا حولته إلى حطام
أعرف معنى أن يكون لي يدا قاسية
تكسر كل شيء في طريقها؛
الأمر يتعلق بقلق الشاعر في رأسي
بجنون أنامله التي عذبتني كثيراً
وذهبت بي إلى مسافات ما كنت أعرفها
"يدي تدحرج الأشياء" كما كتبت في نص سابق.
يدي تكسر الأشياء، على الطريقة اليوغسلافية الغامضة
يدي تخرج عن السيطرة
وتحطمني من الداخل
أنا كائن يفقد السيطرة على أنامله
إذا ما عانقتها نوتة موبايل أنيقة.
ذهبت مرة إلى نجار بأسفل المدينة
رجوته أن يفعل شيئاً لإيقاف نزق يدي
أخذ لوحاً مدهوناً بعرق ملائكة
وصار يضرب به على يدي
حتى تراءى لي أني أفتح ما بعد مدائن الكتابة
عدت مخموراً مما فعله النجار بيدي
لكني أضعتها مع سائق باص من بلاد لا تعرف الشعر
واستعدتها بعد أسبوعين
كان كل شيء مرت عليه انكسر.
قبل الليلة الماضية، وصلني إشعار من فيس بوك هذا نصه: "يدك تدحرج الأشياء وأنت تشكل خطراً على منشورات القيامة"!.
مازلت أذكر أكواب الشاي التي دلقتها على ضيوفنا في بيتنا القروي البعيد
بيتنا الذي غادرناه نحن الإخوة إلى أصقاع شتى
بينما يمتلئ الآن بالقصب
وبات مخزناً لإخوتنا الصغار
الذين تركنا لهم البيت والزرع
وبقايا أشياء مكسورة مرت عليها يدي.

______________
خارج النص:

كسرت حتى الصورة ^_^
يدي تدحرج الأشياء ....بقلم صدام الزيدي/ اليمن Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 23 سبتمبر Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.