نُوسْتَالْجْيَا العبث... بقلم فاطمة شاوتي / المغرب




في الساعات المتأخرة من الليل...
من النهار...
تمضغ لوحة الغِيرُونِيكَا
جِدَاريةً عربيةً...
ليت الساعة تتعطَّلُ في قلبي...!
ليت الجدارَ يتهاوَى من رأسي...!
توقفت الساعة وانتهى الكلام...
شَمَّرَ الحزن أذنيه
وأَذَّنَ على ناطحة سحاب :
أنا الزنجية البيضاء
أنا البيضاء الزنجية
هل تسمعني يا إِبْرَاهَام لِنْكُولَنْ... ؟!
أبيعُنِي الآن صوتا...
في كيس النِّخَاسَة
وفي صحن المُلَوَّنِين...
طحينا للجائعين
ماء دون ألوان...
في شُحْنَة متفجرة...
يسرق القرصان عين الباخرة
فأهاجر في صرخة حب..
أَتَجَرَّعُ الحشرات
قطرةً قطرةً...
آكُل خريطة المدن
قطعةً قطعةً...
وأهجر وجهي العربي
إلى اللَّاإِنْتِمَاء...
في جلدي المسلوخ على يافطة اللاوطن...
صدر مشقوق
يلهث غراب سُلِق ريشُه...
و غرابٌ يدفنه...
في مسرحية متعددة السِّينَارْيُوهَات
ماتت البطلة...
لست وحدي البطلة...
مكرهةٌ أنا لابطلة
الجميع يلهث ليكون
الكُومْبَارْس....
هرب النص مني...
وأنا جَفَّفْتُهُ من أشعاري
في حنجرة العبيد قيودي...
ذاك القيد يتسلق البحر
ليرسم للسمك عينا زجاجية...
ترى ولا ترى
فهل رأيتَُنِي يا إِبْرَاهَام... ؟!
في الخلفية الدرامية...
طفل يمتد
نصا...
لم تكتبه بعد
لا اليمن ولا ليبيا...
يهرب ثانية مني
فأَكْتُبُنِي...
برائحة الشواء المتصاعد مني
نصا دون وطن...
الخريطة العربية أكلتْنِي
وأنا أكلتُ القصيدة
دون خريطة...

نُوسْتَالْجْيَا العبث... بقلم فاطمة شاوتي / المغرب Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 22 سبتمبر Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.