الكتابة في الوجد ( رقم 1 ) قَصيدتانِ لِرجُلٍ واحدٍ.. مروان خورشيد


 الكتابة في الوجد ( رقم 1 )

قَصيدتانِ لِرجُلٍ واحدٍ 

✍️ مروان خورشيد 


■ جُنونِيَّاتٌ


لِأيِّ شعبٍ تُروِّضُ هذا الإلهَ

و تبتَكِرُ لهُ سماءً لا أرضَ لها

أرضاً لا نحلةَ فيها تَعُضُّ أرواحَنا

لنا هذا الابتِهالُ ، لكَ هذهِ المَقابِرُ

لنا حشودُ الغِيابِ ، لكَ الموتى المُترَفونَ

أيُّها الصَّابِغُ جُنونَهُ

بمودَّاتِ الأعداءِ

هلْ كُنْتُ سِواكَ ؟

حينَ صعدْتُ في شَغَبٍ

نحوَ انتِفاضةِ الشَّهْوةِ

كانَ العذابُ سَليلَ الدِّماءِ

يُعيدُ حُضورَهُ في الإصبعِ المقتولِ

و يلُفُّني عُشْبةٌ زَرْقاءُ حولَ الجبلِ العَجوزِ

أيُّها الصَّابِغُ جُنونَهُ

بثَرْثَراتِ الأصدقاءِ

لماذا تُرقِّمُ عُصفوري بالقُبَلِ

ثُمَّ تنتَهِكُ شراشَفَّ اللَّومَ

بحُضورٍ جارحٍ

بالبردِ حينَ استهلَّ غيابَكَ بالسُّؤالِ :

هلْ كُنْتَ سِوايَ ؟

حينَ خاصَرَكَ الخَرْدَلُ في الشَّمالِ

حتَّى تسمَّرَتْ يداكَ بالأرضِ المُقدَّسةِ

و انتفضَ وجهُكَ بالوطنِ المشلوحِ

على الجِدارِ ..

أذكُرُ ...

كانَتْ أُمِّي مُصابةً بالمطرِ و زعفرانِ اللَّهْفةِ

و أنتَ تُفتِّشُ بينَ أزهارِ الدَّمِ عنْ دواءٍ لِسُمْرَتِها

صَعِدْتَ نَحْوي

موتاً ... موتاً

ثُمَّ هبطَتْ نحوَ الجبلِ العَجوزِ

تُفتِّشُ في زُرْقتي عنْ ماءٍ أسودَ

لهُ سَمْتُ الطَّريقِ

و حينَ جَفَّتْ خُطاكَ منْ آثارِ الخُصوبةِ

باركْتَ يَدَيَّ بالثَّورةِ البِكْرِ

يَدَيَّ اللَّتَيْنِ هَدْهَدَتا رُمْحاً

و عطشاً خائِفاً منَ الارتِواءِ

ثُمَّ عُدْتُ وَحدي

إلى طريقٍ لا سَمْتَ لهُ

سِوى الذُّهولِ

جِئْتَني لِشعبٍ يُروِّضُ فُقَراءَهُ

و يتهاطَلُ مثلَ الرُّوحِ

نحوَ الأعلى

شعبٌ يُعيدُ ثمَّةَ أُموراً إلى أسمائي

يعيدُ ثمَّةَ أسماءً

إلى يَدَيَّ المسكونَتَينِ

بالشُّهداءِ والمَجازِرِ... !


■ في صَخْرةِ النُّورِ 


هوَ أنا

رجلٌ يقعُدُ في الحُطامِ

لهُ النِّساءُ المُكتظَّةُ بالكَسْتناءِ

رجلٌ يغرِزُ ضُعْفَهُ في صخرةِ النُّورِ

و يَجُرُّ فراشةً منْ زركشَتِها

لِضَوْءٍ ساقِطٍ على الجُثَثِ

و بأسماءِ الإلهِ

يُعلِنُ لِلماءِ سيادتَهُ على حُشودِ الموتى المُترَفِينَ

و يُتوِّجُ الأرضَ لي ..

أرضاً

لا سماءَ لها

سِوى يَدَيْهِ المَحْشُوَّتَيْنِ بالارتِواءِ

ثم ينسِفُ سَرْبَ الكَسْتناءِ المُكتظِّ بالنِّساءِ

هوَ أنا

رجلٌ ينامُ في ظِلِّي

يُقلِّدُ حُلْماً لِخاصِرَتي

يدخُلُ و لا يدخُلُ

هذا الرجلُ المارِدُ

لنْ يستغفِرَ لِلُغَتِي "تغتغَتَها"

سِوى أنَّهُ يُبارِكُ هَيْئَتي في النَّهارِ

و يَدُقُّني مِسماراً في الفرحِ

لهُ وحدَهُ أنا

و باسمِهِ أُهَدْهِدُ السَّماءَ و أهُزُّها

كيْ تتساقَطَ الآلهةُ

إلهاً ... إلهاً !


الكتابة في الوجد ( رقم 1 ) قَصيدتانِ لِرجُلٍ واحدٍ.. مروان خورشيد Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 28 فبراير Rating: 5

هناك تعليق واحد:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.