إبزيمُ حمّالةِ صدركِ بقلم علاء الدين مصطفى مصر

إبزيمُ حمّالةِ صدركِ
يقومُ بخدمةٍ جليلةٍ للبشرية
يحتجزُ الفتنة
ويمنعُ اندلاعَ الحروب
وتحويلَ الشوارعَ والميادينَ إلى ساحاتٍ مكتظةٍ بالمجاذيب
ويحفظُ للعقولِ اتزانَها
ويقي الألسنةَ من اللجلجةِ ومن التلعثُم
ويُحكمُ الحصارَ على الحلوقِ المحشوّة بالصرخات
التي لو فلتتْ حتماً ستُهددُ راحةَ المرضى
وتُصيبُ آذانَ الحيطانِ بالصمم
فتصيرُ البيوتُ سجناً عملاقاً لا يفضحُ السر
السرَ الذي لا يُعجبُه إلا أن يجلسَ على حافةِ الاختراق

إبزيمُ حمّالةِ صدرِك
الجنديُ الشجاعُ الخفي
الذي لا يختبئُ خلفَ أسوارٍ أو متاريس
لا يتسلحُ بدبابةٍ أو مدفع
لا يُبادرُ بالهجوم
ولا يرغبُ في تصدُّرِ المشهد
يكتفي بالوقوفِ في الخلف
بارزاً من وراءِ قمصانِك الخفيفة
وبلوزاتُك الملوّنة
كعينَي قطٍ أليف
يُسلي نفسَه بمداعبةُ أخيِلَةِ المراهقين
واستثارةِ لعناتِ المنهومين

إبزيمُ حمّالةِ صدرِك ثابتٌ على مبادئِه
أكثرَ من حاكمِنا
حكيمٌ وذكي
لا ينغلقُ فيؤسسُ للثورة
ولا يُفصحُ فلا يُورّثُ إلا السأَم
فقط
يُومئُ كندى الصباح