عمري أربعون عاما ......بقلم هيثم الأمين / تونس
عمري أربعون عاما
و هذا لا يعني شيئا لكم
و لكن ماذا لو كان عمري على هيئة رجل؟!
حتما سيبدو ككهل أحدب في أخمص قدمه جرح غائر
و يركضْ!
الآن.. سيبدو لكم عمري مضحكا
أو، ربّما، سيدعوكم للشفقة عليه!
اليوم، بصقت كلّ وجهي، دفعة واحدة، في وجه المرآة
و وقفتُ أحدّق بي
كنت أبحث عن ذلك الطّفل "أنا"
"أنا" الذي كان يلعب معي كلّ الألعاب التي يلعبها الإخوة معا
و الذي كنتُ، دائما، أغشّه لأكسب اللعبة!
و "أنا"
و لسبب أجهله
كان يضحك كلّما كسبت أنا اللعبة!
اليوم، و أنا أحدّق بالمرآة، لم يكن "أنا" موجودا!
كان هناك رجل أحدب في أخمص قدمه جرح غائر
كان يركض في طريق مؤلم كوجع بواسير نازفة في إست
كان يركض في طريق متشعّب كخليّة سرطانية تحقن موتا بطيئا في دماغ عشرينيّ مازال يطالب بحقّه في حياة أفضل
كان يركض في طريق طويل جدا و قصير جدا في نفس الوقت!
و كان لا يحمل من الأصابع إلّا الإبهامين
كان يركض
و في الغالب يتدحرجْ
و كلّما تعثّر بطرف ظلّه بصم بإبهاميه تنازلا جديدا
هو... لا يبدو خائنا
و لكنّه كان يتخفّف من أحلامه
ليكون سقوطه التالي أقلّ دويّا!!!
عمري أربعون عاما ......بقلم هيثم الأمين / تونس
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
22 سبتمبر
Rating:
ليست هناك تعليقات: