موت الإنسان الأخير .....إبراهيم مالك / موريتانيا
موت الإنسان الأخير
الرّصاصة الأخيرة التي اخترقت صَدري
كانت بِسبب إمرأة
لم تكن قاتلة،
لكنّها كلّفتني قلبي
بَين أرصفة هذا العالم
كُنتُ تائها كالأعمى
أَسير بلا عَينين
عُكازي الذي إقتَنيته ذاتَ ضَعف
تَخلّيت عنه،
حين رأيت رَجُلا يمشي دُون قدمين!
الأحياء يُقَبّلُون الحياة
الأموات يُقَبّلون الموت،
أنا أُقَبّل نفسي
وحدها الآلهة
لا تَجِدُ شيئا تُقَبّله
في المساء أتحدّث مع جارتي،
جارَتي دَوّامةٌ من القَهر و العَجز و الألم
جارتي تاريخٌ عَظيم من الصّراع و الصّبر و النّدم،
جارتي تُذَكّرُني بِشُعُوب إِفريقيا
إفريقيا المَوْسُومَة
بالثّورة و الخُنوع
جارتي إمرأةٌ عربيّة، وَديعَة من القرن العاشر،
أُخبرُها عن الموت،
تُخبرُني عن الحياة
أُخبرها عن الحرب،
تخبرني عن السّلام
أخبرها عن الضّياع،
تِخبرني عن الحُب
أُحاول أن أُطلقَ عليها رَصاصة،
تُواجهني بابتسامتها المعهودة!
لا أَملكُ فِكرة عن الوقت إطلاقا
أعرف الوَحدة و العُزلة و الموت
هكذا أَضبط المُنبّه
الوحدة قسّمتني إلى عدة أشخاص
يَقتاتون الوجع كل مرّة إجتمع شَملُهم،
العزلة أعادت إلي بعض حَيواناتي المَنَوية
حين إنتَشَلتني من الحُب و الجنس
و جَحيم الأُبُوّة،
الموت أفكر به تماما،كما الآن
أكثر من أي شيء آخر
أتعاملُ مَعه مثل إله قادم من بعيد
و قد أَقنَعني بعبادته،
أفكّر به
مِثل نِد
مثل عَدُوّ مُخيف
و مَرض فَتّاك
ينتابني الخَوف و الشّك،
الخوف قُبلة على جَبين الموت
الشّك شَجرة الإله التي أكلنا ثِمارها
لِتُحرّضنا على السّؤال:
لماذا أَتينا..
إلى أين نَمضي..
و أي كائن سَيَعيشُ هُنا
بعد مَوت الإنسان الأخير!
موت الإنسان الأخير .....إبراهيم مالك / موريتانيا
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
22 سبتمبر
Rating:
ليست هناك تعليقات: