الغابة خضراء ......عبدالنبي حاضر / المغرب


-------------

ابن المقفع وضع عقله
في أفواه الحيوانات
فمات إنسانا
بيد اني ارضع لساني
من عقل الحيوان
وسأحيا ضاريا أنهش الترويض

واووو
الغابة هاهنا خضراء خضراء
يانعة مذهلة الاخضرار

أقف فزاعة
أهجج ثعالب الارض و ذئاب السماء
وأجتث بمخالب هاتكة
قلب الأكاذيب الممجدة

لتعويض البراري الدفينة في مخ الانسان
اخترعت البشرية الملاعب الرياضية المعشوشبة

دم المايا والأزتيك المسفوح في مسالخ الآلهة
دم المجالدين الرومان في فم سباع الامبراطور
لا يزال يترقرق في حلبات الملاكمة الحرة
 وسط حمى غفيرة

بهائم بأربطة عنق وعطور موقعة
تتشمم لحوم البشر
وترسم سياسة كونية للدماء المتوقعة

كن أسدا وكلني
ولا تكن ضبعا
يبهدلني
بأنياب الجيف الشائطة

اللواحم
تأكل الهزيل و السمين
إلا الانسان
لعابه متخصص في الضعيف

فركت ابتسامة سياسي
انبثق ذيل عقرب معقوف

عين الأفعى ماتحت الحمراء/
عين الحمار مافوق البنفسجية/
عين البوة متعددة الأبعاد/
عين الذبابة ما يزيد عن اربعة آلاف عدسة
وعين الانسان قزحية متوحدة

الزرافة لا تدرك أن قائمتيها الأماميتين الطويلتين
أكبر عائق ابستمولوجي للجلوس

السيد الأخضر ينتعل حذاء من جلد تمساح
ويخطب بكلمات
تمساحية الفكين
في حملة حماية الأنواع

تسنده السيدة الخضراء بفرو دب ثخين
تطلق العنان للدموع
وتندب الساقطين
تحت عتبة الجوع

من كراسة الابتدائي أقرأ:
"قرد، بقرة، برتقال"
بمعنى ولدتَ قردا و قد تتحول الى بقرة فيحلبونك
أو برتقالة فيعصرونك
تأويل الارتقاء وفقا لتلميذ عشوائي

جحيم مؤمن مبثوث
تيسان انتحاريان يتناطحان
من أجل جنة خاطئة

حين تشذو طيور في الأجواء
اهرع صوب أشجارك
فحبات التين والزيتون
 في مهب المناقير

ابتسمْ كجنازة
فأسنانك الاصطناعية
من عظام الفيلة

الكلب وفي، الجمل صبور، الحمار خدوم، القط حنون
لكن مع الإنسان
وليس مع الفصيلة

ما كان للنسور أن تأتي من وراء الجبال والبحار
لوما فاحت رائحة الجيف في هذه القباب

الغابة خضراء ......عبدالنبي حاضر / المغرب Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 13 نوفمبر Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.