كوميديا .......بقلم هيثم الأمين / تونس
// نصوص أفرزتها و أنا عالق في فم الفراغ: نص 3 من 14//
------
لا شيء يحدث في الظهيرة
يتوسد الطريق العام حافته الترابية و يأخذ قيلولته
تغلق الحوانيت افواهها التي تثرثر منذ الصباح
و رغم النعاس
يواصل المقهى ثرثرته!
لا شيء يحدث، تقريبا، في الظهيرة
من نافذة مواربة، تطارد عينا جديلة حبيبها، ابن الجيران، الذي استيقظ لتوه ليذهب للمقهى
و تحلم.
هو قضى ليلته يثرثر باسمها لعلب البيرة و يشتم البلد
و يحلم بمركب موت يحمله إلى الحياة و إلى فراش بنت الجيران!
لا شيء يحدث، غالبا، في الظهيرة
و الموتى
مازالوا يسندون ظهورهم لسور المقبرة و يتسولون
يحتاج الموتى للكثير من الصدقات ليوقعوا بها عريضتهم من أجل تحسين ظروف الموت
ثم، مساء، يعودون لقبورهم مثقلين بتعب الأحياء.
لا شيء يحدث، عادة، في الظهيرة
زوجتي، كل ليلة، تنام في حضن الشيطان
و كل ظهيرة
تنجب منه طفلا لا يشبهني
أطفال زوجتي لا يكفون عن الصراخ
و عن عضي و عن البصق في وجهي و عن النميمة
هم، دائما، يخبرون زوجتي أنّي لا أحبها
و أنا مازلت أعلمها أني
أحبها حب الأطفال لرقائق "الشيبس" و للشكولاته
و أني أحبها بحجم أكداس البطاطا التي يستهلكها البشر كل عام
بل و أحبها بحجم ما في العالم من قمامة و بحجم غباء البشر
و هي
تأخذ الملعقة بيدها
تمسكها و كأنها مصدح
تعدل وجهها على ملامح ماجدة الرومي و هي تغني
و تصرخ:
لا شيء معي إلااااا
كلمات
كلماااااااااات كلماااااات
ماااات.... مااااات.... مااااااااااات.
فأغضب جدا من أطفال زوجتي
و يحدث أن أطردهم من بيتي
فتغضب مني زوجتي و تغلق في وجهي أبواب حدائقها السرية!
لأطفال زوجتي أسماء أنتيكا
فحينا تسمي طفلها لحم الضأن
و أحينا تسميه سمكا أو فستان
ذات ظهيرة، كان اسم طفلها حذاء
حذاء بسبعين دينارا انتعلته مرتين
مرة في المحل حين قاسته
و مرة يوم كسر كعبه و كعبها!!!!!
اليوم، أنجبت زوجتي توأما
خاتما ذهبيا لتهديه لصديقتها في عيد ميلادها الثلاثين الذي تحتفل به للمرة الخامسة
و "فيسبا" لقضاء مشاويرها المهمة!
و أي مشاوير مهمة لامرأة تنام كل ليلة في حضن الشيطان إلا أن يكون ولادة قبيلة من الأطفال في مركب تجاري!
و لأنه لا شيء يحدث في الظهيرة
سأنام في حضن شيطانة
لأنجب منها لزوجتي طفلة لا تشبهها
طفلة تسمى ورقة
ورقة تحرسها قبلة
قبلة، على خدها، طبعها قاضي الأسرة
لا شيء يحدث في الظهيرة
فقط، صرخة، حادة كسكين، مغروسة في حلقي
و رغبة في البكاء!
كوميديا .......بقلم هيثم الأمين / تونس
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
14 نوفمبر
Rating:
ليست هناك تعليقات: