لن آكل وحدي الليلة ....بقلم هيثم الأمين / تونس


// نصوص أفرزتها و أنا عالق في فم الفراغ: نص 4 من 14//

------
لا!!!!
أنا لا أنتظر أحدا
و لكنّي
لم أتوقّع حضورك!
هل تبحثين عن شيء؟!
مممم،
فنجان القهوة المفضل لديك!!
أنا.... لم أكسره.
المسكين، لم يحتمل غيابك
أصابه الإكتئاب بعدك
و رفض كل الشفاه بعدك
و في النهاية،
لم يحتملْ،
و من أعلى الرّفْ
رمى بنفسه و انتحرْ!!
أيضحكك انتحار فنجان القهوة المفضل لديك؟!!!
حتى شرشفك المفضل الذي عليه رسم "كاليميرو"
انتحر!
و جدوه غارقا في مغطس الحمام و عليه دم كثير
هم... اتهموني بقتله!
سألني، يومها، المحقّق: كيف تفسّر وجود دمك على الشرشف؟!
أنا... أقسم لك أنّي لم أقتلهْ
لقد كنت ساعتها في المستشفى.
لا عليك، لا تجزعي
لم يكن الأمر خطيرا جدا
و لكنّ الأطباء، دائما، يهوّلون الأمر
كل ما في الموضوع
أنّي كنت وحيدا جدا
فرسمت، بشفرة حلاقة، فما لمعصمي ليثرثر معي قليلا.
لا! لست مرتبكا
و لكنّي لم أتوقّع قدومك!
نعم،
مازالت الفوضى شريكتي في البيت
و مازالت، كما عهدتها، تسكنني.
تسألين: أين التلفاز؟!
لقد رميته.
و ماذا أفعل بتلفاز لا يبثّ إلا أخبار الحرب و لا يبثّ أخبارك؟!
ماذا أفعل بتلفاز
يبثّ حماقات السياسيين
و لا يبثّ آخر ما ارتكبتِهِ من حماقات؟!
و ماذا أفعل بتلفاز
لا يبثّ صوتك و أنت تدندنين في الحمام أو في المطبخ؟!
أضحكتني....
طبعا لا
لم أطبع شيئا من نصوصي
فدار النشر رفضت أعمالي
و خمسون نسخة لا تكفي لتغطية المصاريف.
و لكن هل أنت بخير؟!
فأنا، حقا، لم أتوقع حضورك!
ممممم، كنت عند صديقة تقطن قريبا من هنا فمررتِ!!
إذن، من دسّ كلّ هذا الحزن في وجهك؟!!!
و عيناك العسليّتان
ما بهما تمطران؟!!
و ما بال صوتك يعجّ بالوجع؟!
و أين حقيبة يدك التي لا تفارقك
و....
حسنا، حسنا سأصمت
فقط، لا تغضبي.
لقد أعددت طبق معكرونة بالصالصة
فهل تشاركيني الأكل؟!
راااائع، دقائق و أعدّ الطاولة
جِدِي لك مكانا بين كل هذه الفوضى
و استريحي
دقائق فقط
و أجهّز لنا العشاء.
لن آكل وحدي الليلة ....بقلم هيثم الأمين / تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 14 نوفمبر Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.