في غروب كالشروق .....مروى بديدة / تونس
في غروب كالشروق
أصفر و مرير كبرتقال الأساطير
يأتي الهر التعبان
بذيل منمش
و جلد أملس و جامد بلا فرو
بعينين تتهيئان للبكاء قبيل حلول الليل
كي تضاء الغرفة المنزلقة بين فضائين أزرقين
دوار و نعاس و أنف يحكه العطاس اللذيذ
برأس سكران يضعه بحذر على الوسادة
رأس شفاف و خفيف
قابل للفرقعة كأنه من النايلون
يضحك الهر الوحيد ثم يغني و يتجشأ
يبتلع ريقه الفضي إلى أن تضمر أنيابه
و يصبح الغناء أنينا ثقيلا ،مبللا
أقواس القزح التي أتت مفاجئة
أصابته بالعمى
تركت له فرحا متسربا من قفل الباب المدور
فرح ملون يوجع الدماغ و يكمش المفاصل
فقط كرة الصوف القديمة
تدحرجت فوق الغطاء
ساخنة و ناعمة تشبه حبا جديدا
في غروب كالشروق
يعطس الهر
و يستقبل كرة الصوف القديمة بعينين تشتعلان...
في غروب كالشروق .....مروى بديدة / تونس
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
17 نوفمبر
Rating:
ليست هناك تعليقات: