عندما ترفسنا حوافر الضوء ،،،..رزيقة بوسواليم/ الجزائر
صباح الخير
أقولها للرِّيح
باتت
تغزل ضفائر الغياب وترشُّ الغبارَ
في عيون دامعة .
صباحك يشبهك
نسخة عن جهازك التَّناسُلي ،
فيما صباحي
صباح النَّمل المتعارك مع حبَّة التَّمر
يراها جبلا
يريدُ نقله إلى حافة غار ضئيل .
في الصَّباحات المطيرة
تمشي الغيمة مبلَّلة الرِّيش
تمرُّ بالقربِ من عناق مُميَّز لطائرينِ يتابعان مشهد التَّعرّي لعاصفة رثَّة .
الصَّباح
قهوة مسحوقة
تحت لسان الماء والنَّار
تفورُ رائحتها
في عنقِ إبريقٍ مشاغب وترشف الشِّفاه المعتَّقة .
على واجهة الزُّجاجِ الصباحي ،
تتفكَّك قطرات المَاء
فوق جبينِ المدينةِ
ترسم خيوطا واهمة وفوضىَ من تجاعيدٍ وحفريات .
يقفزُ الصَّباح
كلَّ يوم
كلَّ يوم
من منقار سنونوة خائفة
من جيبِ عابرِ طريقٍ
ما يزالُ
يتصارع مع الحياة .
يتحمَّمُ الصَّباح
في الصَّباح
وينزع بيجامة الكسلِ عن عيون الرُّقاد .
لكلِّ صباحٍ
حذاؤُه الرِّياضي الخاص
وملابسه الدَّاخلية المفضَّلة
ونوع عطره الذِّي يحرض مسامات الضَّوء باللَّمس الخبيث .
الصّباح
مبشِّرٌ بتعاليم الحَركة ،
فعلٌ مضاد للسُّكون .
ليس هناك صباحٌ جيِّد
أو صباح رديء
فقط
لكلِّ صباحٍ لوحة مفاتيح و مزاجٌ مغلقٌ بكلمة سّر .
حتى المُتسَّول
على الأرصفة والهوامش
يفرحُ
عندما يستيقظ الصَّباح
في كفه المبسوطةِ أمام اللَّه .
يقشِّر صباحي برتقالة
ويعصرُنيِ إلى صدر الفِراش ،
في باقي الفصُول
يشربُ الحليب
يتشَّمَّم روائحَ الزَّبيب والتِّين المجفف و الخبز المتَّبل بالسّمسّم والزَّعتر .
لصباحي الشَّتوي
جواربٌ صوفيَّة
سميكة الجِلد
تطرد البردَ إلى خارجِ أبواب الفكرة. .
صباح الصَّيف
يختلفُ ،
يسبحُ في عرقهِ
تسقط الشَّمس على رأسهِ مثل شلاَّل ساخن في الشَّوارع البذيئةِ وعلى أسطحِ البيوت النَّامية ،
حول الشًّباك
تزعجُ ستارة النَّوم
ذبابةً عنيدة .
يمدُّ الصَّباح الكسول
أرجلهُ وسيقانه المشَّعرة
حتَّى تبلغَ حواف الشَّرشف ،
يتقَلَّب
كأرنبٍ بري على عشب وردي لأحلام بعيدة بصيد إمرأة هاربة .
صباحُ الوحيد
وجبة منزوعة الدّسم .
صباحُ العاشق
حصَّة منوعاتٍ رياضية .
صباح الغريبِ
نكهةٌ لكلِّ وجع .
صباح الأوطان
لا يأتيِ بخيرٍ .
صباح السِّياسِّي
طمعٌ طافحٌ .
صباح الشَّاعر
صيدٌ في براري الأفكار .
صباح الرَّجل
شهوة اللَّحظة .
صباحُ المرأة
مثل صباحي أنا و سكَّر زيادة .
رزيقة **/
عندما ترفسنا حوافر الضوء ،،،..رزيقة بوسواليم/ الجزائر
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
03 نوفمبر
Rating:
ليست هناك تعليقات: