نهاية عنكبوت مسالم ....بقلم هيثم الأمين / تونس




تفتلُ من الوقت حبلا و تتسلّقه لتنجو من جبّ نصّ حزين
فالجمهور يصفّق لك،
طويلا،
فقط، حين تكتب عن الحب
عن نهدي حبيبتك،
عن مؤخّرتها
و عن كلّ المعارك التي تدور رحاها على سرير وثير.
تتسلّق الحبل كاملا
ثمّ تتدلّى منه كعنكبوت
و متدليّا
تلوك آخر قطعة في عمرك،
قطعة مدهونة بالكثير من النّوتيلا السويسريّة
أو بحبل غسيل عليه كلّ ما تشتهيه من ملابس نسائيّة
أو مدهونة
بصور الدّماء الطازجة المعروضة للبيع في سوق العالم
و تترك أصابعك،
في الأسفل،
لتغالط بها قصيدة حزينة تبحث عنك...
أنت الذي
ولدت من فكرة الحبل
و المتدلّي من الرّكن العلويّ للّغة
ترعبك القصيدة الحزينة
و فكرة أن تثور المقشّات على حكم السّقف.
تفتل الكثير من الحبال من ضجرك
أنت الذي
تُعيد يومك كلّ يوم
و أنت النّسخة عنك التي تتكاثر فيك
تصنع من الحبال شراكا
و تنتظر أن تعلق فيها
فراشة، ربّما
ذبابة، لِمْ لا؟
أو قصيدة جريئة يصفّق، لها، طويلا الجمهورْ.
بطن ذاكرتك ضخم جدا
و يرهقك حمله و أنت تتدلّى كعنكبوت
و لكنّك
تتشبّث بالحبل
الحبل الذي
يتدلّى، مباشرة، فوق فوهة جبّ نصّ حزين
و النصّ الحزين
فاغرا فمه
يتلمّظ طعمك السّابق
و ينتظر أن تتلف فئران حزنك الحبل.
أنت، الآن، متعب جدا
بطن ذاكرتك يتضخّم أكثر،
المقشّات تعلن الثورة على حكم السّقف،
القصيدة الحزينة تكتشف خدعة أصابعك البلاستيكية،
فئران حزنك تقضم الحبل بجدّ كلّ عمال المناجم الذين ماتوا من فرط العمل
و أنت، الآن، تصرخ
بجنون،
بحزن أكبر من صدرك
و بكلّ الرّعب الذي تعيشه الدّماء قبل أن تهرب من عروق ضحايا الحرب:
لاااااااااااااا أريد أن أسقط
ليس الآن
أنا عنكبوت مسالم
و النصّ الحزين سيقتل تصفيق الجمهور
لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
لا أريد أن أسقط الآن
...
كان طعمك سيّئا و أنت في بطن النصّ الحزين
و لم يصفّق لك الجمهور كما كنت تظن !
مسحوا ما علق، منك، على أصابعهم
و ذهبوا
للبحث عن شاعر يكتب عن معارك تدور رحاها على أسرّة وثيرة
أو
ليساندوا مطالب شاعرة،
مازالت، منذ حكم تبّع،
تشتم ذكور القبيلة.
نهاية عنكبوت مسالم ....بقلم هيثم الأمين / تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 05 يناير Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.