"أحبّك" و أنا بكامل وعيي ....بقلم هيثم الأمين / تونس
مازلتُ أصدّق كذبتنا الكبرى
كذبة الطّرقات المتشابكة
كذبة أن يتشابك طريق الملح
مع طريق البخور و التوابل الهنديّة
أو مع طريق الحرير!
لحظة، سأنهي سيجارتي ثمّ سأساعدك في نفض السّجّادة
رغم أنّي لم أدخل قلبك إلّا مرة واحدة
و سرعان ما أخرجتني
لأنّ خطواتي تحمل الكثير من القلق
و الكثير جدا من الاتجاهات
و مع هذا تنفضين سجّادة قلبك كلّ يوم!!
نعم، أعلم أنّي أبدو لك رجلا شرقيّا جدا
لا يُجيد طبخ امرأة على حب هادئ
و لا يجيد جلي الحزن عن أطباقها المفضلّة.
مازلتُ لا أصدّق حقيقتنا الثابتة
حقيقة أن أكون الجرح الذي أزهر على صفحة الحرير!
أذكر أنّك أخبرتني،
يوما،
بعد زيارة دقيقة لحسابي على الفيسبوك،
أنّك لو لم تكوني زوجتي
لتمنّيت أن تكوني حبيبتي!!
أنت، أيضا، تعتقدين أنّي الضوء الذي
تتساقط على صدره الفراشات
و أنّي شجرة
تقطنها مليون عصفورة!
سأنهي سيجارتي، قريبا، و سأساعدك في نفض السّجّادة
فلا داعي لكلّ هذا الضّجر
و لكلّ هذا الغضب.
أمازال يؤلمك ظهرك؟
نعم، حتما، لم تكن ليلتك مريحة
و لكن
أنت من أراد ذلك
و إلّا لِمَ تسحبين رجلا سكرانا بضعف وزنك إلى سريرك؟!!
هل ترغبين في أن أدلّك لك ظهرك؟!!!
لا ترغبين؟!!
نعم، لقد أنهيت سيجارتي
و سأساعدك في نفض السّجّادة.
أتذّكّر، جيّدا،
ليلة البارحة و أنت تسحبينني كما تسحب نملة جعلا سمينا،
أنّي وشوشت لك: أحبّك
و رأيتك تبتسمين!!
و أنا...
ظننت أنّك ابتسمت من كلمة أحبّك
فهلّا أعدت لي ما أخذته من محفظة نقودي
و سأقول لك
و أنا بكامل وعيي
"أحبّك"
"أحبّك" و أنا بكامل وعيي ....بقلم هيثم الأمين / تونس
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
03 يناير
Rating:

ليست هناك تعليقات: