إنه المساء في قريتي ...بقلم صلاح فائق / العراق


إنه المساء في قريتي
وقت شراء مشروبات كحولية
الاستغاثة بها , ليلاً ,
من عذاباتِ نهارٍ عجّ بالعمل
في المدينة ، المواصلات
ضجيجها وعوادمها ،
ومن آمالٍ صغيرة لم تتحقق منذ أعوام .
أرض اليأس والكوابيس , قهقهات سكارى
وأصوات طلقاتهم ,
نواح زوجات وعشيقات وحيدات .
هذه جزيرة في الفليبين . من بين آلاف الجزر .
أنصحك لا تخرج أوان العتمة
اجعلْ بيتك زنزانة واحرس نفسك فيها
كما أفعلُ انا .

*

إنني ضيفٌ هنا
يعرفني المحيط الهادىء , التلال البعيدة
البيوت والأكواخ هناك
الأشجار والساحل
والصخور المبعثرة
أيضاً القوارب التي نسيها أصحابها
والسفن المهجورة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية
السمّاكون , الصيادون والقراصنة
وأطفالٌ يذهبون صباحاً حفاةً الى مدرسةٍ
لا تُرى من القرية
حتى خفر السواحل , ولصوص الجزر الأخرى ,
يعرفونني :
يرونني ليلاً اعدّ نجوم المنطقة
لا أدري لمَ أو إلى متى

*
أتعثرُ خلال تسكعي اليومي , دائماً , بشيء ما
بصخرة , بكلبٍ نائم
بإمبراطورٍ مطرود من بلده
ويشحذ عند حديقة ,
أتعثرُ بظلّي .
عليّ أن أعتذرَ منهم يومياً
مع أن نظارتي قوية ,
وعيني اليمنى ليست حولاء

*

أذهبُ مع بداية شفقٍ جديد
إلى ميناءٍ قريب
أجلسُ هناك وأحدّقُ , لساعات ,
في سفنٍ تقتربُ أو تبتعد .
اقومُ بهذا منذ سنوات
ولا أملّ

*

سأتجه , في امسيةٍ ما ,
الى منجمٍ مهجورٍ للفحم
عند تلالٍ ليست بعيدة , حاملاً شمعة
بلا راديو ولا هاتف , وكلبي ليس معي .
أنزلُ فيه بحبلٍ ولن اخرجَ مرةً اخرى

*

أسمعُ صديقتي , خارج غرفتنا , تطلبُ الغفرانَ
من ربها , لهذه الخطيئة او تلك ,
أن يهتمّ بزوجها الهارب
يعفو عنها لأنها تنامُ معي
يتقبّل توبتها لسرقات كثيرة
قامت بها من شركات
يرحمَ شقيقها المحكوم بالمؤبد لأنهُ قاتل
وأخيراً ان يجعلها تحبلُ مني .
تاتي , تغلقُ الباب , تتعرى , تستلقي عليّ
اشتقتَ إليّ ؟ تسألني.

Salah Faik
صلاح فائق

العراق
إنه المساء في قريتي ...بقلم صلاح فائق / العراق Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 07 يناير Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.