لم أكن أنوي أن أودعك ...بقلم مروى بديدة / تونس




لم أكن أنوي أن أودعك
كمن لم يكن ينوي أن يعيش بعد حادث مأساوي
لكنه عاش و إعتبرها معجزة حياة جديدة
بعض الحب يبدو خفيفا و دافئا و معتادا
كأنه قميص لبسناه لسنوات و تركنا فيه رائحة خاصة
لكن نزعه يبدو سهلا و إجباريا مع الإبقاء عليه في الخزانة للذاكرة
و بعض الحب كالحروق البليغة في الجلد حتى العظم
تبقينا عراة إلى أن نشفى بتشوهات واضحة أو نموت
و أنا كنت عارية تماما و أتلظى ثم لوحدك كنت تسميه حبا
ريثما كنت أنا أتذوق شواءات مختلفة و لاذعة
و كانت كل اللقاءات معك كحصص علاج و مراهم فاشلة المفعول
لم أكن أنوي أن أودعك
لكن كل الردود التلقائية من جسمي إقتضت وداعك
حين أريد مثلا أن أسلم عليك فأجدني ألوح لك
و أضع يدي خلف ظهري
حين نتضاجع و أنكمش كأنني لعبة مطاط فرغت من الهواء
حين كنت أرعبك دائما بحركات مدهشة و حزينة
كنت فقط أريد أن أقول لك إرحل قبل أن يسوء الحال و أتشوه كليا
لكنني فعلتها تلقائيا و ودعتك في الشارع الخلفي
كأنني ألقي بشيئ ثقيل  يشعرني بالإعياء
و كنت أنت تنظر لي كأنك توقعت ذلك في الوقت المناسب
أو كأنك إنتظرت مني أن أتعب بالكامل و أفقد القدرة على الوقوف
كان الوداع مفاجئا كأنني كنت طيلة ذاك الوقت أمزح
نحن دائما نصدر أمورا مفاجئة
 و من شدة الوجع نتصرف بسرعة و كأننا ننهي المزاح
أنا الآن أتفقد أجزائي و أعيد تسويتها بعد أن شفيت معوجة
و كلما أخبرني أحدهم بحكاية حب
أتخيل قميصا دافئا متروكا في خزانة
أتخيل جسما معذبا بحروق كثيرة سينجو إن لوح بسرعة بيده في الشارع الخلفي
لا شيء يبدو حقيقيا ما عدا ذلك....
لم أكن أنوي أن أودعك ...بقلم مروى بديدة / تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 07 يناير Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.