رسالة إلىٰ أمي ...بسام المسعودي / اليمن
رسالة إلىٰ أمي
في الذكرىٰ الأولىٰ لوفاة أمي 5/1/2019 م لم أجد ما أعزي به نفسي وأرثيها سوىٰ بعض الكلمات عنها.
لا زلتُ على قيد الأمل يا أمي
أردد تحايا الصبح لك
وأحمل في داخلي حزناً يفوق طاقتي.
لا زلتُ راضياً عن القدر،أصرَّ على غيابك
عن رحيلك وعن تدفّق فقدك داخلي
ووضع صورك على جدران بيتنا وفي شاشات هواتفنا
إلا أنني لا زلتُ أنتظر رجوعك
ولم أغفر للموت حتى الآن.
تذكرين تلك الصباحات
تأتيني فيها لمسح وجهي بكفك
محال وصفها
الأن أشعرُ أن أصابع يديك تقول أنك تُخفين قلقك عليْ
أنكِ شديدة الحزن على حالي المرير
وأنكِ بإستمرار ترددين اسمي البسيط
وداخل كفنك الأبيض ذو رائحة التراب وعطر الموتى
غالبًا ما يتراءى لي شيء واحد
أنكِ تخبئين الدفء لي.
إنني البارد الذي لم يدفأ منذ موتك
الحي الّذي مرغته سنة كاملة بالبؤس والحزن بعدك
إنّني ابنك الذي إختصر وداعك بدفنك في التراب
والبكاء والنشيج والنحيب والنوم خائفاً
والصحو قبل الظهيرة وترك حب نفسه.
إنّني ابنك الذي كتب لك (رسائل لم تقرئيها)
وإختصر فقدك بالبكاء والغياب عن زيارة قبرك
ابنك المرهق من وحشة ملامحه
لم تجد يديك تنفض غبار العمر عنها
في عتمة المساء أو عند بلوغ الصبح عمر الشروق.
أظنك الأن تتوقعين امراً صعباً وقع على قلبي
إبّان سيري في الشوارع ضجراً أليما ووحيداً
لا شيء من ذلك يا أمي
اطمئني
لقد كان وجع مضنٍ
جعلني أرتب الشوارع بالسير عليها وحدي
أردد على مسامعي
ما أنا بالعاق لكني المصاب بالضجر المزمن
لدرجة الخوف من أن أموت ولا تريني.
لا زلت كما أنا حنوناً،وحيداً وبلا أفراح بعدك
احلم بشيء واحد فقط
الفرار من نفسي إليك
التمرّد عن العاصفة والفقد
والعودة إلى بيتنا القروي الطيني
فألقاك على سقفه تنتظرين وصولي.
رسالة إلىٰ أمي ...بسام المسعودي / اليمن
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
05 يناير
Rating:
ليست هناك تعليقات: